المصدر 7 - قطاع الشحن البري بين مصر وليبيا من أهم قنوات التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، إذ يعتمد عليه المصدرون والمستوردون في نقل السلع والمنتجات المصرية إلى السوق الليبي، الذي يعتبر من أبرز الأسواق القريبة جغرافيا والأكثر استهلاكا للمنتجات المصرية.

ورغم الأهمية الاقتصادية لهذا القطاع الحيوي، ما زال الشحن البري يواجه تحديات متعددة تعيق نمو الصادرات وتحد من حركة التجارة بين الجانبين.

تحديات وإشكاليات تعرقل حركة الشحن

أكد ناصر الجازوي، رئيس مجلس إدارة مجموعة الجازوي للشحن، أن الشحن البري بين مصر وليبيا يواجه عددا من العقبات التي تؤثر على سرعة وكفاءة نقل البضائع، موضحا أن السوق الليبي يعد من أهم الأسواق المستقبلة للمنتجات المصرية، خصوصا في قطاعات مواد البناء والسلع الغذائية والأجهزة الكهربائية والمنزلية.

وأشار الجازوي إلى أن تحسين منظومة النقل البري وتسهيل الإجراءات الجمركية بين البلدين يمكن أن يحقق قفزة كبيرة في حجم الصادرات المصرية إلى ليبيا، مؤكدا أن الحلول موجودة لكنها تحتاج إلى تنسيق جاد وتعاون فعال بين الجهات المعنية في كلا الجانبين.

ومن أبرز التحديات التي أشار إليها الجازوي:

صعوبات الإجراءات الحدودية والجمركية

تعاني الصادرات الليبية المصرية من بطء في عمليات الفحص والتخليص الجمركي، حيث تستغرق وقتًا طويلًا في بعض الأحيان، ما يؤدي إلى تأخير حركة الشاحنات وتكدسها عند المنافذ الحدودية، خصوصًا في منفذ السلوم البري.

ضعف البنية التحتية للطرق والمعابر

أوضح الجازوي أن بعض الطرق المؤدية إلى الحدود الليبية تفتقر إلى الصيانة وتعاني من تهالك البنية التحتية، مما يؤثر سلبًا على سلامة السائقين وكفاءة عمليات النقل.

أضاف أن عدم استقرار الأوضاع الأمنية داخل بعض المناطق الليبية يدفع السائقين وشركات النقل إلى التردد في تنفيذ الرحلات، خاصة باتجاه المدن الغربية والجنوبية، وهو ما يحد من توسع النشاط التجاري.

نقص الخدمات اللوجستية ومرافق الشاحنات

أشار الجازوي إلى أن السائقين يواجهون نقصا في الخدمات الأساسية على الطرق، مثل أماكن الاستراحة، وتوافر الوقود، وخدمات الصيانة، مطالبًا بضرورة توفير بنية لوجستية متكاملة على الطرق الحدودية لدعم حركة النقل.

واوضح الجازوى ان ارتفاع تكاليف النقل والتامين جاء بسبب طول فترات الانتظار والمخاطر الأمنية، مما أدى إلى زيادة تكلفة الشحن البري مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما يقلل من هامش الربح ويؤثر سلبا على قدرة الصادرات المصرية على المنافسة.

حلول مقترحة لتعزيز التعاون وتسهيل الحركة

يرى الجازوي أن تطوير منظومة النقل البري بين مصر وليبيا يمكن أن يشكل مفتاحا لزيادة الصادرات وتحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، مقترحا مجموعة من الحلول العملية، أبرزها:

إنشاء مناطق لوجستية مشتركة على الحدود لتسهيل عمليات التخليص والشحن.

ميكنة الإجراءات الجمركية لتقليل الوقت والتكلفة.

تحسين وتأمين الطرق البرية بين السلوم وبنغازي وطرابلس وباقى المدن الليبية

تشجيع الاستثمارات المشتركة بين شركات النقل المصرية والليبية.

تفعيل الاتفاقيات التجارية الثنائية لتسهيل عبور الشاحنات والسلع بين البلدين.

يبقى الشحن البري بين مصر وليبيا شريانا اقتصاديا حيويا يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين. ورغم التحديات الراهنة، فإن الإرادة السياسية والتعاون اللوجستي بين الجانبين يمكن أن يحولا هذا القطاع إلى رافعة حقيقية للتجارة والاستثمار الإقليمي، ويمهدان الطريق نحو تكامل اقتصادي عربي يبدأ من المعبر البري المصري- الليبي.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك