المصدر 7 - تعتبر ظاهرة كسوف الشمس الكلي من أكثر الظواهر الفلكية إثارة للاهتمام، إذ تتوقف الشمس فجأة خلف القمر، تاركة الأرض في ظلام مؤقت. في أبريل 2024، شهدت بلدة إمبريال بولاية ميزوري الأمريكية تجربة علمية فريدة، حيث انحجب ضوء الشمس تدريجيًا، ما أدى إلى انخفاض درجة الحرارة وصمت الطيور، وهو ما يمكن قياسه بدقة باستخدام أجهزة علمية لمراقبة البيئة.

وفق "سبوتنيك"،تاريخيًا، كان كسوف الشمس يثير الرهبة عند الشعوب القديمة، لكن مع تطور العلم، أصبحت هذه الظاهرة هدفًا لدراسات فلكية دقيقة، إضافة إلى سياحة علمية متنامية. كسوف عام 1970 الذي عبر الساحل الشرقي للولايات المتحدة أعاد إحياء الاهتمام العالمي بهذه الظاهرة، وبدأت أولى الرحلات العلمية لمتابعة الكسوف.

في أمريكا الشمالية عام 2024، شارك أكثر من 300 ألف شخص في أنشطة متابعة الكسوف، وفق وكالة ناسا، ما يعكس شعبية هذه الظاهرة عالميًا. ويشير خبراء الفلك إلى أن التخطيط المبكر للحضور، واختيار المواقع المناسبة، مثل الجبال والشواطئ أو السفن البحرية، ضروري لمتابعة الظاهرة بدقة.

الكسوف القادم سيكون في 12 أغسطس 2026، ويغطي مناطق غرينلاند وآيسلندا وشمال إسبانيا، بما في ذلك جزر مايوركا وإيبيزا ومينوركا، حيث تصل فترة الظلام الكلي لنحو دقيقتين. وفي آيسلندا، ستبلغ ذروة الظاهرة دقيقتين و18 ثانية، بينما في غرينلاند ستكون المشاهدة المثلى عبر الرحلات البحرية في مضيق سكورسبي.

أطول كسوف شمسي في القرن الحادي والعشرين سيحدث في 2 أغسطس 2027، ويستمر أكثر من ست دقائق، ويمتد عبر جنوب إسبانيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، بما في ذلك مصر التي سيمر خط الكسوف عبر الأقصر وسيوة وأسيوط، مع تنظيم رحلات نهرية لمتابعة الظاهرة، والمغرب حيث يمتد الكسوف في طنجة لحوالي خمس دقائق.

خبراء الفلك يؤكدون أن تجربة كسوف الشمس الكلي توفر بيانات علمية مهمة حول حركة الأجرام السماوية، والتأثيرات البيئية المصاحبة، مثل تغير درجة الحرارة والضوء، إضافة إلى الفرصة لمراقبة الظلال الشمسية بدقة. كما توفر تجربة حسية متميزة لعشاق الفلك والمغامرة العلمية، حيث يمكن للمتابعين قياس وملاحظة الظاهرة بشكل مباشر باستخدام أدوات حماية العين والأجهزة العلمية المخصصة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل