المصدر 7 - يتطلّع المسافر الباحث عن الابتكار في تجاربه السياحية إلى ما وراء الوجهات الأوروبية المعهودة: باريس ولندن وروما، فهناك في الأفق مدنٌ أوروبية أقلّ شهرة، وتحمل في طيّاتها استدامة من حيث السياحة الهادئة وتجربة شخصية، وتضم الذكاء الاصطناعي الحيّ للثقافة الحية، إن صح التعبير، في نسيجها الحي. في هذا المقال، نستعرض عشرة مدن أوروبية تحمل سحرًا خاصًّا وتستحق أن تُدرج في خطّتكم القادمة.

‎ليوبليانا (Ljubljana) – سلوفينيا

تتميّز ليوبليانا بجوٍّ هادئ وسهولة التنقّل، ما يجعلها من المدن الأوروبية غير المفهومة تمامًا للسياحة الجماعية. تشتهر بجسر التنين (Dragon Bridge) وموقعها على النهر، كما أنّ حصن ليوبليانا يُوفّر إطلالات شاملة على المدينة. 
لماذا تستحق الزيارة؟ لأنها تجمع بين التاريخ ­– من العصر الروماني – والحداثة، مع بيئة مريحة للمشي والدراجة. إنّها وجهة مثالية لمن يرغب بـ «عيش المدينة» بعيدًا عن الزحمة.

‎تيرانا (Tirana) – ألبانيا

تُعدّ تيرانا واحدة من العواصم الأوروبية الأقلّ اكتشافًا، وتتميّز بأسعار معقولة وجوّ شبابي متجدِّد ومن أبرز عشرات اللمسات: ساحة سكندر بيغ، حيّ بللوكو الفني، وكابل كار إلى جبل داجتي يوفّر إطلالات. إنّ اختيار مدينة غير مكتشفة يعدّ «استثمارًا» لتجربة أصيلة والتعرّف على نبض الحياة المحلية.

‎جِنت (Ghent) – بلجيكا

مدينةٌ تجمع بين العراقة والحداثة: قنوات وقلاع من العصور الوسطى، وجوّ طلابي نابض بالحياة، وجِنت تُعد خيارًا ممتازًا لمن أراد مدينة أوروبية أقلّ ازدحامًا من المدن الكبرى، وتمتاز بسهولة الوصول من بلجيكا والدول المجاورة، ومشهد طعام ومشروبات غنيّ.

‎بْرونو (Brno) – التشيك

مدينة متوسطَة الحجم في قلب أوروبا الوسطى تقدّم تجربة أقلّ صخبًا من براغ، لكنها ذات تراث معماري وحيّ ثقافي، من معالمها قلعة شبيلبيرك، ومتحف فيلا تُوغندهات (Villa Tugendhat) المسجّل ضمن التراث العالمي. تمثّل خيارًا مثاليًا لإنجاز «قَفْزَة» من العاصمة التقليدية إلى مدينة لها روح محلية.

‎غراز (Graz) – النمسا

غراز مدينة نمساوية غالبًا ما تُطوى خلف فيينا، لكنها تخبّئ بين ناطحات سقفها تاريخًا معماريًا وروحًا إبداعيّة، يمكن زيارة التلّ المعروف بـ «شلوسبيرغ» (Schlossberg)، والمتاحف الحديثة، والتمتع بالمشي في البلدة القديمة ذات الأسقف الحمراء. مناسبة لمن يَرغب بتجربة «تكرّار النجاح» لنمط العاصمة لكن بهدوء أكثر.

‎بْرَاتِسْلافا (Bratislava) – سلوفاكيا

مدينة تقع على نهر الدانوب، وتتمتع بسحرٍ قلّ نظيره لكونها أقل اكتشافًا من عواصم أوروبا الأخرى،  قلعة براتسلافا ترفد الأفق، والمشي بجانب النهر يُوفّر تجربة هادئة. خيار ممتاز لمن يرغب بقلّة الزحام وإطلالة على قلب أوروبا.

رِيجا (Riga) – لاتفيا

رِيجا مدينةٌ فيها توليفة فريدة: مباني آرت نوفو، حيّ قديم مدرَج ضمن التراث، وسعرٌ مناسب للميزانية، إنّ زيارة مدينة البلطيق هذه تعني الانغماس في ثقافة تختلف نوعًا ما عن المدن الكلاسيكية في غرب أوروبا، ما يعزّز التميز في اختيارك.

‎رُوفِينْي (Rovinj) – كرواتيا

تقع رُوفيني على شبه جزيرة إستريا، وتتميز بشوارع ضيّقة تطلّ على البحر الأدرياتيكي، رُوفيني مناسبة لمن يبحث عن جوّ «مدينة وساحل» معاً: تاريخ، مرفأ، وقرب من البحر، بعيدًا نسبيًا عن الزحام الساحلي المعتاد.

‎سبْليت (Split) – كرواتيا

سبليت مدينةٌ تجمع بين الحياة العصرية وامتداد التاريخ الروماني: قصر ديوكلتيان يشكّل قلب المدينة، إذا كنتَ تبحث عن مدينة ساحلية أوروبية تجمع بين الشاطئ والمدينة، فسبليت خيارٌ ذكي. وفي ما يخص الزحمة: أقلّ شهرة من بعض المدن الساحلية الكبرى.

‎ليون (Lyon) – فرنسا

ليون تُعدّ العاصمة الفرنسية للطعام (culinary capital) وتُقدّم تجربة حضرية غنية بدون ازدحام باريس، بلد الطعام والنهَرَين (الرون وسون) وحيّها القديم المُدرج ضمن التراث العالمي، يمنحانها حضورًا خاصًّا في قائمة المدن الأوروبية الساحرة.

احجز تذاكر الطيران والفنادق مُبكرًا للحصول على أسعار أفضل. تفحّص مواسم الزحمة: بعضها أقل ازدحامًا خلال فصول الربيع أو الخريف. استعن بالمواصلات المحلية (قطارات، حافلات، درّاجات) فهي غالبًا أنسب في المدن الأقل شهرة. جرّب المأكولات المحلية لكلّ مدينة – فالنّكهات جزء من التجربة. احمل نسخة من الخرائط أو التطبيقات لاستخدامها دون الإنترنت، خصوصًا في مدن صغيرة. 

حين تختار إحدى هذه المدن، فإنّك لا تختار وجهةً فحسب، بل تختار تجربة مختلفة تحمل ابتكارًا في السفر، واستدامة في السياحة، وذوقًا شخصيًّا بعيدًا عن الزحمة. سواء كان السفر بغرض التعلّم، الاسترخاء، أو الاستكشاف، فإنّ هذه المدن العشرة تقدم مسارًا بديلًا عن المألوف، وتفتح أمامك أبوابًا للحياة الأوروبية بوجهٍ مختلف.