المصدر 7 - يواصل العلماء حول العالم جهودهم الحثيثة لفهم أسرار مرض ألزهايمر، أحد أكثر الأمراض العصبية تعقيداً وانتشاراً، إذ يصيب ما يقرب من 40 مليون شخص عالمياً، متسبباً في تدهور الذاكرة والقدرات الإدراكية والاستقلالية مع مرور الوقت. ورغم عقود من الأبحاث، ما زالت العلاجات الحالية عاجزة عن إيقاف أو عكس مسار المرض.

في هذا السياق، كشف فريق بحثي دولي بقيادة الأستاذ المساعد إيفاندر فاي فانغ من النرويج عن آلية ثورية جديدة قد تمهد الطريق لعلاج فعال يعتمد على مادة طبيعية موجودة في الجسم تُعرف باسم NAD⁺، وهي أحد المستقلبات الأساسية في الخلايا.

وتُظهر الدراسة أن تعزيز مستويات NAD⁺ يمكن أن يحمي الدماغ من التنكس العصبي المرتبط بألزهايمر عبر مسار بيولوجي جديد يتعلق بعملية تضفير الحمض النووي الريبوزي (RNA Splicing)، وهي آلية دقيقة داخل الخلايا تتحكم في كيفية إنتاج البروتينات.

تكمن أهمية هذا الاكتشاف في أن انخفاض مستويات NAD⁺ مع التقدم في العمر أو في الأمراض العصبية قد يكون عاملاً محورياً في تدهور وظائف الدماغ، ما يفتح الباب أمام استخدام مكملات مثل نيكوتيناميد ريبوسيد (NR) لتحفيز إنتاج هذه المادة، وبالتالي الحد من آثار المرض.

وأوضحت الدراسة أن NAD⁺ يعمل عبر بروتين يُدعى EVA1C، الذي ينظم عملية تضفير الحمض النووي الريبوزي. وعند تعزيز مستويات NAD⁺، يقوم هذا البروتين بتصحيح الأخطاء في التضفير، ما يؤدي إلى تحسين عمل مئات الجينات المسؤولة عن صحة الدماغ.

واستند الباحثون في دراستهم إلى نهج شامل شمل:

دراسة التغيرات المرتبطة بالعمر في ديدان C. elegans.

اختبار تأثير مكملات NAD⁺ في فئران معدلة وراثياً.

تحليل عينات من أدمغة بشرية لمرضى ألزهايمر.

وأظهرت النتائج تحسناً واضحاً في وظائف الدماغ والأداء المعرفي، إلى جانب تحسين عملية تضفير الحمض النووي الريبوزي. المثير للاهتمام أن تعطيل جين EVA1C ألغى هذه الفوائد بالكامل، مما يؤكد دوره المحوري في الآلية الجديدة.

وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكن الفريق من تتبع التفاعلات بين ملايين البروتينات، ليكتشفوا كيف يعزز NAD⁺ نشاط الشكل الفعّال من EVA1C، الذي يرتبط بالبروتينات المسؤولة عن طي البروتينات وإزالتها من الخلايا، وهي عمليات حيوية تتعطل في ألزهايمر.

ويُعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه الذي يربط بين ثلاثة مسارات أساسية تتأثر في المرض: الاستقلاب الخلوي، وتضفير الحمض النووي الريبوزي، وإدارة البروتينات. ويفتح ذلك المجال أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف هذه المسارات مجتمعة، بما يسهم في تأخير التدهور المعرفي وتحسين جودة حياة الملايين من المرضى حول العالم.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك