المصدر 7 - أعلنت وزارة الطاقة السورية قائمة جديدة مخفضة لأسعار المحروقات في سوريا، شملت البنزين والمازوت والغاز المنزلي والصناعي، في خطوة تهدف للتخفيف من الأعباء المعيشية على المواطنين.

ويأتي قرار خفض أسعار المحروقات في سوريا بعد سلسلة من التعديلات التصاعدية عليها خلال الأشهر الماضية، والتي صاحبتها ارتفاع ملحوظ في تكاليف النقل والتكرير.

ويحمل هذا التخفيض دلالات مهمة، فهو يهدف إلى تهدئة حالة القلق الشعبي من إمكانية توجه الحكومة نحو رفع الدعم عن الوقود في بلد لا يزال يعاني من تبعات أزمات اقتصادية طاحنة.

ويشير خبراء اقتصاديون إلى أن سياسات رفع أسعار المحروقات في سوريا التي اتبعتها الحكومات السابقة لم تحقق النتائج المرجوة على صعيد تحسين الخدمات أو انتظام توزيع المحروقات، بل ساهمت في تعميق الركود ورفعت تكاليف النقل والمواد الأساسية للمواطنين.

وعالميا حسب "رويترز" شهدت أسعار النفط تراجعا يوم الأربعاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني لكن مكاسبها ظلت محدودة بسبب التوقعات الإيجابية للمستثمرين حول الطلب الأمريكي.

ويأتي هذا التفاؤل على خلفية إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، مما يُتوقع أن يدعم استهلاك النفط الخام في أكبر دولة مستهلكة له عالميا، وبحلول الساعة 12:43 بتوقيت أبوظبي انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 32 سنتا، أي بنسبة 0.5%، لتصل إلى 64.84 دولارا للبرميل، بعد أن كانت قد سجلت ارتفاعا بنسبة 1.7% يوم الثلاثاء.

وفي السياق ذاته، تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 35 سنتا، أو بنسبة 0.6%، ليصل إلى 60.69 دولاراً للبرميل، عقب تسجيله ارتفاعا بنسبة 1.5% في الجلسة التي سبقتها.

تفاصيل أسعار المحروقات في سوريا الجديدة

أقر المهندس محمد البشير، وزير الطاقة السوري، قائمة أسعار البنزين والمازوت المعتمدة اليوم وفق إعلان رسمي حصلت عليه وسائل إعلام محلية، وقد جاءت الأسعار المخفضة لبيع المشتقات النفطية في سوريا على النحو التالي:

لتر البنزين أوكتان 90: 0.85 دولار أميركي بدلاً من 1.10 دولار.

لتر المازوت: 0.75 دولار أميركي بدلاً من 0.95 دولار.

أسطوانة الغاز المنزلي (بوزن 12 كغ): 10.50 دولارا أميركيا بدلاً من 11.80 دولارا.

أسطوانة الغاز الصناعي (بوزن 16 كغ): 16.80 دولارا أميركيا بدلاً من 18.80 دولارا.

موعد تطبيق خفض أسعار الوقود في سوريا

دخل قرار تخفيض أسعار البنزين والمازوت والغاز في سوريا حيز التنفيذ رسميا بدءا من اليوم الأربعاء 12 تشرين الثاني / نوفمبر 2025. وبمجرد سريان هذا القرار، أُلغيت بموجبه جميع القرارات السابقة التي كانت متعارضة مع أحكامه، مما يضمن العمل بالقائمة الجديدة المعتمدة من قبل وزير الطاقة المهندس محمد البشير على الفور في جميع الأسواق المحلية.

في معرض تعقيبه على قرار خفض أسعار البنزين في سوريا، أوضح وزير الطاقة المهندس محمد البشير أن هذه الخطوة تأتي "في ضوء خطة الإصلاح الشاملة في قطاع الطاقة"، وأضاف الوزير أن العمل تركز على خفض أسعار المشتقات النفطية بما يحقق التوازن في الاستهلاك ويعزّز كفاءة استهلاك الموارد.

وتوقع البشير أن تنعكس هذه الخطوة "إيجابا على الواقع الاقتصادي للمواطنين"، وأن تُخفف من الأعباء المعيشية الملقاة على كاهلهم، ولا سيما مع اقتراب فصل الشتاء، مشددا على أن "ترشيد استهلاك الوقود مسؤولية وطنية، والاستدامة خيار لا بديل عنه".

الجهود الحكومية لمعالجة أزمة الطاقة في سوريا

تواصل الحكومة السورية جهودها الدبلوماسية المكثفة بهدف إيجاد حلول لأزمة الوقود والكهرباء وتحسين الوضع الاقتصادي العام، وذلك عبر تيسير استيراد المشتقات النفطية وتأمين احتياجات السوق المحلية.

وتعود أزمة الوقود في سوريا إلى هبوط الإنتاج المحلي بشكل كبير، إذ كان إنتاج البلاد من النفط قبل اندلاع الثورة يلامس نحو 386 ألف برميل يوميا، في مقابل انخفاض الإنتاج حاليا إلى قرابة 10 آلاف برميل يوميا فقط.

مشاريع مستقبلية لتعزيز الإنتاج النفط في سوريا

وفي سياق متصل، كشف وزير الطاقة في تصريحات سابقة عن أن الحكومة تعمل على إعادة هيكلة قطاع الطاقة بشكل كامل، مع خطة لإطلاق شركات قابضة لتعزيز الإنتاج وتطوير البنية التحتية.

وأشار إلى أن الوزارة قد ورثت بنى تحتية متدهورة في قطاعات النفط والكهرباء والمياه والثروة المعدنية، تشمل مصافي النفط والحقول الآبار وشبكات النقل والتوزيع ومحطات التوليد، التي كانت بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة.

وأوضح البشير أن هناك دراسات جارية لتأسيس شركات قابضة في مجالي النفط والكهرباء، ستتولى كافة أعمال التنقيب والإنتاج والنقل والتكرير والتوليد والتوزيع، على غرار نمط عمل شركات النفط العالمية الكبرى.

كما كشف عن وجود دراسات لإنشاء مصفاة نفط جديدة تبلغ طاقتها 200 ألف برميل يوميا، بهدف أن تتحول سوريا إلى دولة مصدرة للمشتقات النفطية.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك