المصدر 7 - تُعد مدينة سانريمو (Sanremo) في إقليم ليغوريا (Liguria) واحدة من أجمل الجواهر الساحلية على الريفييرا الإيطالية، تقع مباشرة بعد الحدود الفرنسية بالقرب من مدينة نيس، وتتميز بإطلالاتها المتوسطية الخلابة ومزيجها الفريد من التاريخ والفن والطبيعة والمأكولات المحلية. ورغم شهرتها القديمة وارتباط اسمها بمهرجانها الموسيقي العريق، إلا أنها لا تزال تستقبل زوارها بأجواء هادئة بعيدًا عن الازدحام، خاصة خارج الموسم السياحي. تقدم سانريمو تجربة مفعمة بالأصالة الإيطالية والهدوء، ما يجعلها وجهة مثالية لمحبي الجمال الساحلي بعيدًا عن صخب المدن الكبيرة.

سحر الريفييرا… طقس معتدل وجمال بلا حدود

تمنح سانريمو زوارها مشاهد خلابة بفضل موقعها على البحر المتوسط، حيث تصطف النخيل على طول الواجهة البحرية، وتتناثر اليخوت في المرافئ الراقية. تتمتع المدينة بمناخ معتدل طوال العام، مما يسمح بزيارتها في أي موسم. ورغم أن شهرتها ارتبطت عبر التاريخ بمهرجان سانريمو الموسيقي الذي يُقام كل فبراير في مسرح أريستون، إلا أنها خارج الموسم تعكس جانبًا آخر من الهدوء والصفاء.

كما أن الرحلة الساحلية بالقطار من نيس إلى سانريمو، والتي تستغرق 90 دقيقة فقط، تُعد تجربة فريدة بحد ذاتها، حيث تمتد المشاهد البحرية على طول الطريق، مما يجعل الوصول إلى المدينة جزءًا ممتعًا من الرحلة. وفي الوقت ذاته، تشتهر المنطقة بإنتاج زيت الزيتون والزهور، ما يضفي عليها طابعًا زراعيًا ساحليًا أصيلًا.

تاريخ حي ينبض في كل زاوية

لا بد لأي زائر من استكشاف حي لا بينيا (La Pigna) التاريخي، حيث تمتد الأزقة المتعرجة والسلالم الحجرية القديمة التي تقودك إلى قلب المدينة العتيق. يعكس هذا الحي قرونًا من التاريخ، ويقدم منظرًا بانوراميًا رائعًا على البحر والجبال المحيطة.

كما تحتضن المدينة فيلا نوبل (Villa Nobel)، القصر ذو الطراز المغاربي الجديد الذي قضى فيه المخترع السويدي ألفريد نوبل سنواته الأخيرة. رغم أن ساعات عمله قد تكون غير منتظمة، إلا أن المبنى ومقتنياته مرتبطة بتاريخ أحد أبرز الشخصيات العلمية في العالم. ولا يكتمل استكشاف سانريمو دون زيارة المتحف المدني (Museo Civico) الذي يضم مقتنيات أثرية وفنية تعكس تاريخ المدينة وتطورها عبر العقود.

حدائق وموانئ ومأكولات فريدة

تقدم حدائق فيلا أورموند (Villa Ormond Gardens) مساحة مثالية للاسترخاء بين النباتات المتوسطية والأشجار المورقة، مع لمسات معمارية تعكس تاريخ العائلة التي امتلكت القصر. هذه الحدائق تُعد واحدة من أجمل المساحات الخضراء في ليغوريا، وتجذب عشاق الطبيعة ومصوري المناظر الطبيعية.

على الواجهة البحرية، تمتد المرافئ المليئة باليخوت وممرات المشاة التي تسمح بالتنزه وسط نسيم البحر المنعش. كما تقدم مطاعم المدينة مجموعة من المقبلات التي تشتهر بها ليغوريا، بأطباق لا تتكرر في أي مكان آخر، خصوصًا تلك التي تعتمد على زيت الزيتون المحلي.

تقدم سانريمو تجربة سياحية متكاملة تجمع بين الهدوء والسحر الطبيعي والتاريخ العريق. بعيدًا عن صخب الموسم السياحي، تستقبل المدينة زوارها بوجهها الأصيل؛ من الشوارع التاريخية إلى الحدائق الهادئة والمرافئ الراقية. كما أن موقعها الفريد القريب من نيس يجعلها خيارًا مثاليًا لرحلات قصيرة أو عطلات هادئة على الريفييرا الإيطالية. إذا كنت تبحث عن وجهة مترفة بروح هادئة خارج الأجواء المزدحمة، فإن سانريمو هي خيارك المثالي لتجربة نابضة بالجمال على ساحل المتوسط.