عشق في مهب الريح - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عشق في مهب الريح - المصدر 7, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 09:30 صباحاً

المصدر 7 - رفاه هلال حبيب  - سوريا  

 

 

لا أدري ماهو الشيء الذي قادني إلى هناك،  
قدماي تسرعان بطريقة مجنونة، أشعر وكأنني فقاعة تأخذها الريح أنّى أرادت. 
ثمة سواد يطغى على القسم الأكبر من رؤيتي، يحجب عني البعيد المرتقب. 
وحدهما قدماي تحثان السير نحو المجهول، الذي لم أدرك كنهه بعد. 
وكأن يداً خفية تدفعني للركض في درب لا أعرف نهايته.  
كانت السماء تشي بقدوم العاصفة، لكن مراصدي الحسية تعطلت بفعل فاعل. 
وحده الجزء الأيسر من صدري كان يعمل وبنشاط مذهل،  
قوة جذب هائلة كانت تسيطر على كياني. 
ثمة إشارات تأتي من المجهول، لانستطيع تحليلها في بعض الأحيان، تأتي كإنذار خفي، نتجاهلها مراراً كي لانصاب بصدمة الدهشة، ونصدقها في بعض الأحيان فننجو من كارثة أكيدة. 

هو القدر...  
يتلاعب بنا كمحترف شطرنج، ينقلنا من خانة إلى أخرى حسب رغبته وطوع ذكائه. 
منذ مدة وهو يتجاهل صبري، يختلق صنوف الأعذار كي لانلتقي، وذلك الشوق المجنون في داخلي يماطل في التصديق ويراهن على المجهول. 
في لقائنا الأخير كان البرود يلف المكان،، لم أشعر بدفء غمرته كما العادة، ولا بلهيب أنفاسه عندما يطبع قبلته المجنونة على شفتيّ.  
كل ماحولنا كان بارداً مكفهراً كوجه الخريف،وحده قلبي كان متوجساً ويغلي كمرجل، وكأن أكواماً من الحطب قد أوقدَت في زواياه.  
قال دون أن ينظر في عينيّ : 
لا ترهقي قلبك في انتظاري أكثر ، دعيه يتحرر من قيد وجودي، عَبِّدي له الطريق ليأتي عليه من يستحقك غيري، 
 لم أستوعب مايقول وقتها ،  
هو حبيبي ومن انتظرته لسنوات، من أشعلت شموع قلبي لأجله، من ألغيت العالم  واختصرته  به.  
لماذا.. وكيف....لا أدري ؟  

غيمة سوداء قد أمطرتني بالوحل الذي غيّر كياني وقلَبَه راساً على عقب.  
مالذي تقوله وكيف تقوله..؟  
أجاب ببرود كاد يقتلني :أنا لاأستحقك  
أنت جميلة ورقيقة ومثقفة وأنا عامل عادي ، أنا لا أناسبك لذلك أرجوك ابحثي عن غيري واتركيني وشأني.  
قذف حممه تلك في وجهي، وذهب مع الريح التي أخذت معه كل حلم عشناه معاً.  
كل همسة.. كل شهقة فرح عبرت بنا ضفاف الروح.  
شيء ماكان يصرخ في زوايا عتمتي ذلك الصباح، يطلق صفارة الإنذار دون رحمة. 
صراع دامي بين حواسي المتأهبة ونبضي الذي يخفق بإسمه. 
لا أريد التصديق بأنه لم يعد لي، وأن جذوة حبي قد انطفأت في صدره،  
لكنّ هاتفاً ربّانياً كان يصرخ بي ويزجرني بأن انهضي أيتها المغفلة ، أيتها الحمقاء المخدوعة، فما عاد هنالك متسع للكذب،  
اذهبي وانزعي الغشاوة عن عينيك، لعل بعضاً من الكرامة تبقى في خزائن عمرك المتعب. 
وابل من الحقد والقهر والوجع، وسيول دمع قد فاضت وجرفت صمت المكان. 
وحده صوت عبد الحليم كان  يصدح في زوايا الصدمة، يعانق مأساتي في مشهد لم أتوقعه أبداً  
إني رأيتكما معاً 
إني رأيتكما... عيناك في عينيه 
في شفتيه... في كفيه... ويداك ضارعتان ترتعشان في لهف عليه. 

    
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق