المصدر 7 - قرية عاريه، إحدى قرى قضاء جزين في محافظة الجنوب، استبدل اسمها إلى بلدة عاراي، لتشابهه مع اسم بلدة عاريا في قضاء بعبدا، تجنّباً للالتباس بين الاسمين.

تقع عاراي الجزينية على سفوح وهضاب وادٍ سحيق، بين قرى وبلدات بكاسين، الغباطية، وادي جزين، بنواتي، وقضاء جزين وبلدة باتر الشوفية. وتتميز أراضيها المكسوّة بأشجار الصنوبر والزيتون المعمّرة، وكروم العنب والتين، وحديثاً شجر الأفوكا، إضافة إلى المزروعات البيتية البيئية التي تزدهر بفضل رطوبة الأرض ووفرة الينابيع العذبة المحيطة بها.

نادراً ما يُسمع اسم البلدة في وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي، لابتعادها عن الحوادث والأزمات. وأهلها لم يضطروا إلى مغادرتها خلال الأحداث الأليمة التي شهدها لبنان في ثمانينيات القرن الماضي، بخلاف عشرات القرى المجاورة في الشوف وإقليم الخروب وشرق صيدا وساحل جزين، قبل أن يعود معظم المهجّرين إلى قراهم المدمَّرة عام 1991 بعد دخول الجيش اللبناني إلى المنطقة.

عدد من أشجار الصنوبر التهمته النيران

غير أن البلدة الهادئة تصدّرت أمس للمرة الأولى نشرات الأخبار ومنصّات التواصل، بعد اندلاع سلسلة حرائق فجراً في أحراج الصنوبر وكروم الزيتون والعنب والأفوكا، من دون معرفة الأسباب. وكادت النيران تلامس منازل الأهالي وتمتدّ إلى أكبر أحراج الصنوبر في بكاسين، لولا استنفار أبناء البلدة الذين هرعوا لإخماد النيران بمساعدة عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني ومتطوّعين من الجمعيات والهيئات الصحية والإطفاء في المنطقة.

الدخول إلى قرية عاراي يتم إمّا عبر أحراج الصنوبر في بكاسين، أو من طريق جزين – باتر. وتتميّز القرية بهوائها النقيّ وسكونها العميق الذي لا يبدّده سوى صياح الديوك، وبجدارها الصخري القائم عند مدخلها الجنوبي الشرقي، والمطل على الوادي والبلدات المجاورة. يقف الزائر أمام هذا الجدار المهيب، فتعتريه رهبة الصمت ودهشة الطبيعة، قبل أن تبدّدها أصوات الدجاج وصياح الديوك التي تطلّ من سفحه، فتمنح المكان حياة ودفئاً بعد رهبة الصخر.

ختاماً، يبقى على الجهات المعنية، ولا سيما وزارات الزراعة والبيئة والداخلية، أن لا تتغاضى عن فتح تحقيق لتحديد أسباب اندلاع الحريق وكيفية حصوله، والعمل على تعويض المتضرّرين وإعادة تشجير المساحات التي التهمتها النيران.

شجرة صنوبر معمرة التهمتها النيران

جدار صخري ضخم على جانب الطريق العام لمدخل القرية من جهة طريق جزين_ باتر