نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عصر الذكاء الاصطناعي يفرض واقعاً جديداً على الإعلام - المصدر 7, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 08:51 صباحاً
المصدر 7 - يدخل الذكاء الاصطناعي اليوم تفاصيل العمل الإعلامي والثقافي، من الكتابة إلى إنتاج الصورة والصوت، ما يدفع إلى مراجعة دور الإنسان في العملية الإبداعية. ومع اتساع استخدام هذه التقنيات، تتزايد الحاجة إلى فهم أعمق لعلاقتها بالإبداع والحقيقة والهوية.
وخلال حديثها الى "النهار"، تؤكد الدكتورة فيولا مخزوم، الباحثة في تكنولوجيا التربية والتعليم ومديرة المركز الديموقراطي العربي في لبنان، أنّ الذكاء الاصطناعي لا يلغي الإبداع البشري، بل يعيد تنظيمه ضمن شراكة جديدة بين الإنسان والآلة. وتعرض رؤيتها لكيفية تكيّف الإعلام العربي مع هذه المرحلة من دون فقدان أصالته الثقافية.
الإبداع المشترك بين الإنسان والآلة
تقول الدكتورة فيولا مخزوم إنّ ما نشهده اليوم ليس مجرّد تطور تقني، بل تغيير جذري في مفهوم الإبداع نفسه. فالذكاء الاصطناعي قادر على محاكاة الأساليب البلاغية، وإنتاج الصور والمقاطع، وكتابة السيناريوهات، لكنه يبقى، كما تؤكد، خالياً من التجربة الإنسانية: "لا يمتلك ذاكرة شعورية، ولا خبرة ذاتية، ولا إحساساً بالجمال أو الألم أو المعنى".
وترى أنّ الإبداع انتقل من مفهوم الفردية إلى الإبداع المشترك، إذ يحدد الإنسان الفكرة والغاية والسياق، فيما تساعد الآلة في البناء والتنفيذ وتسريع عملية الإنتاج. وتضيف: "الإبداع في جوهره ما زال إنسانياً، لأنه يصدر عن وعي ومعرفة وتأويل للعالم، وهذه عناصر لا يمكن نمذجتها خوارزمياً حتى الآن".
المحتوى المزيّف... خطر على الحقيقة
تصف مخزوم انتشار المحتوى المزيّف وتقنيات الـDeepfake بأنه تحدٍّ خطير أمام الحقيقة ووعي الجمهور. وتشدد على أنّ المؤسسات الإعلامية اليوم مطالبة بما هو أكثر من نقل الخبر، إذ يجب أن تمتلك "آليات تحقق منهجية، ووحدات تدقيق رقمي داخل غرف الأخبار، مع تدريب العاملين على أدوات كشف التلاعب وتحليل البصمة الرقمية للمحتوى".
وتوضح أنّ التشريعات بطبيعتها أبطأ من سرعة التطوّر التقني، لذا لا بد من أن تكون مرنة ومتجددة، توفر إطاراً واضحاً للمساءلة الرقمية والأمن المعلوماتي. وتضيف: "نحن في مرحلة تتطلب تعاوناً بين الإعلام والمشرّعين وخبراء الأمن السيبراني لحماية المجال العام من التضليل الممنهج".
وتلخّص مخزوم المطلوب اليوم في نقاط محددة:
• تحليل البصمة الرقمية للصور والفيديوهات.
• تتبّع مصدر المحتوى.
• استخدام أدوات كشف التلاعب المرئي والصوتي.
• التعاون مع خبراء أمن سيبراني في الحالات الحساسة.
وتشير إلى أنّ المواجهة يجب أن تكون تكاملية بين الإعلام، والجامعات، والمشرّعين، مع أطر قانونية مرنة تجرّم استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض التضليل أو التشهير.
صورة تعبيرية مولّدة بالذكاء الاصطناعي
غرف الأخبار الذكية... فرصة مشروطة
حول استخدام الذكاء الاصطناعي في التحرير والإنتاج الصحافي، ترى مخزوم أنّه فرصة حقيقية لتطوير العمل الإعلامي شرط أن يظل الإنسان في موقع الفاعل والموجّه.
وتقول: "الآلة قادرة على تلخيص البيانات وتحليلها واقتراح صيغ سردية، لكنها لا تستطيع اختيار الزاوية التحريرية، ولا قراءة الأبعاد الاجتماعية والسياسية للقصة الخبرية، ولا تقدير أثرها على الجمهور".
وتوضح مخزوم أنّ الصحافي الذي يحافظ على دوره في هذا السياق لن يكون مجرّد كاتب نصوص، بل مهندس للأسئلة والتحليل والسياق، بينما من يكتفي بالصياغة التقليدية سيتراجع دوره تدريجاً.
وتضيف: "الذكاء الاصطناعي هو فرصة لمن يعرف كيف يستخدمه، وتهديد لمن يكتفي بالنموذج التقليدي للعمل الصحافي".
وتعدد ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي الى الصحافة:
• تلخيص الوثائق والبيانات الضخمة.
• اقتراح عناوين تتضمن كلمات مفتاحية فعالة.
• تنظيم المعلومات في صيغ جاهزة للاستخدام.
لكنها تؤكد في المقابل أنّه لا يستطيع:
• اختيار الزاوية التحريرية.
• وضع الأسئلة.
• فهم السياق السياسي والاجتماعي.
• تقييم أثر القصة على الجمهور.
الذكاء الاصطناعي والهوية العربية
وترى أنّ الإعلام العربي يستطيع أن يستفيد من الذكاء الاصطناعي من دون أن يفقد هويته الثقافية إذا ارتكز على ثلاث دعائم أساسية:
1. التدريب وبناء القدرات عبر إدخال مهارات تحليل البيانات والأدوات الخوارزمية في مناهج كليات الإعلام وبرامج التدريب المهني.
2. تعزيز الهوية اللغوية والثقافية من خلال دعم تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تفهم البنية العميقة للغة العربية وسياقاتها الثقافية، كما في المبادرات القائمة في الإمارات والسعودية.
3. حوكمة رقمية واضحة تضع سياسات تحمي الخصوصية وحقوق المستخدم، وتضمن الاستخدام المسؤول للتقنيات.
وتختم حديثها بالقول: "السؤال اليوم ليس كيف نلحق بالثورة التقنية، بل كيف نشارك في صوغها بما يخدم قيمنا وهويتنا ودورنا في إنتاج المعرفة؟".

















0 تعليق