هل تنتخب أميركا رئيساً اشتراكياً في 2028؟ - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل تنتخب أميركا رئيساً اشتراكياً في 2028؟ - المصدر 7, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 06:03 صباحاً

المصدر 7 - "ماذا سيحدث لو بُنيت الاشتراكية في الصحراء؟"

 

"في البداية، وباستثناء الخطط، لن يحدث شيء. لاحقاً، سيطرأ نقص حاد... في الرّمل".

 

تثير هذه النكتة السوفياتية سؤالاً جوهرياً عقب فوز الاشتراكي زهران ممداني بمنصب عمدة مدينة نيويورك. إذا كان السوفيات قد أدركوا عبء الاشتراكية على وضعهم المعيشي، فلماذا أغفل ناخبو نيويورك هذا الواقع؟

 

عن الخط الفاصل

بطبيعة الحال، ثمة اختلاف بين اشتراكية ممداني التي قد يطبقها في مدينة صغيرة وبموجب دستور يكفل الديموقراطية والمبادرة الفردية، وبين اشتراكية الاتحاد السوفياتي القمعية والشديدة المركزية.

 

ثانياً، ثمة انقسام مديني ريفي في الولايات المتحدة وخارجها، حول الرؤية السياسية العامة. يميل ناخبو الأرياف إلى التصويت للمحافظين بعكس ناخبي المدن. في ناحية معيّنة، لم تشذّ نيويورك كثيراً عن القاعدة.

 

ثالثاً، وفي نقطة لافتة للنظر، لم تكن الطبقة العاملة هي التي أكسبت ممداني السباق. بحسب استطلاعات خروج "سي إن إن"، حصل ممداني على أكثرية الناخبين ممن تتراوح رواتبهم بين 50 ألف و199 ألف دولار، أي من ناخبي الطبقة الوسطى، والطبقة الوسطى العليا. بمعنى آخر، تبدو الفواصل الطبقية بين مؤيدي الاشتراكية والرأسمالية مبهمة.

 

جانب من مدينة نيويورك (أ ب)

جانب من مدينة نيويورك (أ ب)

 

رابعاً، ثمة أبعاد أخرى تربط فوز ممداني بشخصيته وكيفية خوضه للانتخابات أكثر من القضايا الخلافية المتمحورة حول مطالب اليمين واليسار. وتقدّم ممداني نفسه إلى المعترك الانتخابي بصفته وجهاً شاباً في مقابل الوجوه القديمة، إلى جانب إتقانه للعبة الإعلامية بشقيها التقليدي والحديث.

 

خامساً، وهنا بيت القصيد، يصعب توقع تحول أميركي كبير نحو الاشتراكية، حتى داخل الحزب الديموقراطي. تفوق ممداني على ديموقراطي سابق (أندرو كومو) بأقل من تسع نقاط مئوية، وبالكاد حصد نسبة من الأصوات تفوق نصف الناخبين (50.4). بينما كسبت ديموقراطيتان معتدلتان سباق الحاكمية في نيوجيرسي وفرجينيا بتفوق معدله 14 في المئة.

 

ونظرياً على الأقل، لا تزال "المؤسسة الديموقراطية" قوية وترفض الراديكاليين في قيادة الحزب كما حصل في انتخابات 2020 حين تكتلت حول الرئيس السابق جو بايدن ضد الاشتراكي بيرني ساندرز. لذلك، بإمكان المتخوفين من رئاسةِ يساريّ الاطمئنان قليلاً.

 

صحيح... قليلاً

إذا كان وصول يساري إلى البيت الأبيض شبه معدوم بحسب المعطيات الحالية، فاليسار الديموقراطي قادر في 2028 على أن يكون "صانع ملوك" في الانتخابات التمهيدية الديموقراطية، كما يتوقع عالم الاقتصاد السياسي جون رابليه. فمنذ أزمة 2008 المالية، تراجع تأييد الأميركيين للرأسمالية وارتفع تأييد الشباب الديموقراطي للاشتراكية، ويتمتع ساندرز وألكسندريا كورتيز بنسبة تأييد أعلى من الرئيس دونالد ترامب.

 

مع ذلك، ثمة إشكاليتان في هذا الطرح. حين يُسأل المستطلعون عن نظرتهم إلى الرأسمالية، يجيب هؤلاء عملياً، بحسب الباحث في "معهد المشروع الأميركي" جوناه غولدبرغ، عن رأيهم بالستاتيكو الاقتصادي. سيفضل هؤلاء البديل الثاني دوماً، مهما كانت أسماؤه، ومن بينها الاشتراكية.

 

مانهاتن، نيويورك (أ ب)

مانهاتن، نيويورك (أ ب)

 

كذلك، ثمة صعوبة في تصنيف اليساريين، لأنهم ليسوا كتلة متجانسة. فالديموقراطيون الاشتراكيون الأميركيون (DSA) أيدوا ممداني بينما اتهم بعضهم كورتيز بـ "دعم ضمني للصهيونية"، كما رفض آخرون المبادئ الديموقراطية لمؤسس تيارهم مايك هارينغتون. وأكبر فروع هذا التيار موجود في مدينة نيويورك، مع نحو 11 ألف مناصر فقط.

 

بسبب هذا التشرذم، قد لا يلعب الاشتراكيون دوراً كبيراً حتى كصانعي ملوك في 2028. لكن على الأقل، يبقى رابليه محقاً في أن ديناميات الصراع الجديدة داخل الحزبين الكبيرين قد تملي افتراقاً كبيراً عن العصر النيوليبرالي الذي هيمن على واشنطن في العقود الماضية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق