نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أي رسالة على لبنان أن يفهمها؟ - المصدر 7, اليوم الأربعاء 12 نوفمبر 2025 12:40 صباحاً
المصدر 7 - أفادت صحيفة "إسرائيل هيوم" أن من غير المستبعد أن تطلق إسرائيل عملية استباقية تستمر أياماً عدة ضدّ أهداف لـ"حزب الله" في مختلف المناطق اللبنانية.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي عسكري قوله إنه إذا "فهم الجيش اللبناني والدولة اللبنانية الرسالة الإسرائيلية، من خلال الضربات والقنوات الديبلوماسية فيمكن تجنب التصعيد".
وشهدت المنطقة الجنوبية في لبنان تصعيداً غير مسبوق في وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، التي تمثلت في إصدار الجيش الإسرائيلي، إنذارات عاجلة لعدد من البلدات الحدودية، وهي طيردبا، الطبية، عيتا الجبل، زوطر الشرقية، وكفردونين، طالباً من السكان إخلاء منازلهم فوراً.
هذا التصعيد الممنهج من الجانب الإسرائيلي، تزامن مع انعقاد جلسة لمجلس الوزراء اللبناني مخصصة لعرض قيادة الجيش حول الخطوات العملانية التي يقوم بها في منطقة جنوب اللبناني، في ما يتعلق بحصرية السلاح وبتفكيك البنى العسكرية لـ"حزب الله".
رسائل نارية إسرائيلية (أ ف ب)
رسالة "بالنار" تلقفتها الدولة اللبنانية، عبر رئيس البلاد جوزف عون قائلًا إن "الرسالة وصلت"، وفي فحواها أن عدم ذهاب لبنان نحو تسوية، وتلكؤ الجيش اللبناني عن سحب سلاح الحزب وتفكيك بنيته التحتية، يعني أنه اختار المواجهة العسكرية مع إسرائيل. فهناك معادلة تبنتها الدولة الراعية لوقف النار، الإدارة الأميركية، ركيزتها "سحب السلاح أو الحرب".
رسالة أخرى تلقاها الجانب اللبناني الرسمي، إذ ليس من باب المصادفة أن تحمل الضربات الإسرائيلية رسائلها، بعد ساعات من موقف "حزب الله" أوضحه في الكتاب المفتوح الذي ووجهه إلى الرؤساء الثلاثة، إضافة إلى الرأي العام اللبناني، ليؤكد فيه الاستمرارية في الحفاظ على السلاح لمقاومة إسرائيل.
لقد أوضح الحزب هدفه من هذا الموقف وهو "قطع الطريق أمام أي محاولات لإعادة جرّ الدولة اللبنانية إلى جولات تفاوضية"، معتبراً أن هذه الخطوات لن تخدم الموقف اللبناني في مواجهة العدوان والانتهاكات المستمرة لوقف النار.
أعاد موقف الحزب خلط الأوراق اللبنانية، في الوقت الذي يتمسك فيه رئيس البلاد بورقة التفاوض للتوصل إلى تسوية. فكتابه وضع الدولة اللبنانية أمام إملاءات بات التراجع عنها مؤشراً إلى حرب في الداخل. لقد دعا الى عدم التزام الحكومة تنفيذ بنود القرار الرقم 1701، لاسيما منه ما يتعلق بسحب السلاح، رغم أن مصادر السرايا لا تزال ممسكة بحصرية السلاح، وهذا ما يرفع حدّة المواجهة الداخلية، وينذر بدخول لبنان فوضى الحرب الأهلية مع تمسّك بعض الأفرقاء بضرورة تطبيق الدولة مقرراتها التي صدرت في 5 و7 آب/ أغسطس الماضي في جلسة الحكومة.
ليس هذا وحسب، بل إن الذهاب بتطبيق بيان الحزب هذا يعني مواجهة دولية وعربية، والدفع بلبنان نحو مزيد من العزلة. فهذا الخيار، يعزز أيضاً من حتمية الحرب في الداخل، إضافة إلى خسارة لبنان الدول الداعمة له في سبيل إعادة إعماره، وخصوصاً بعد الدعوات التي رفعت شعار "سحب السلاح في مقابل الإعمار".
في قراءة هادئة في توقيت توجيه كتاب "حزب الله"، يتبّين أنه لا يستطيع فصله عن تطورات المنطقة، خصوصاً بعد قرار رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني، الذي ربط مسألة نزع سلاح المجموعات التابعة لإيران، بانسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بكاملها. إذ وجد المتابع أن كتاب الحزب الموجه إلى المسؤولين في لبنان، يحمل في مضمونه أبعاداً إقليمية ودولية تتمثل في أن هذا السلاح هو جزء من استراتيجية كبرى ترتبط بمحور إيران في المنطقة، وأن الجماعات العراقية كما اللبنانية، كما تلك المنتشرة في المنطقة، لن تساوم في مسألة السلاح.
تتّقن إسرائيل لعبة المعادلات، فهي التي رفعت بعد حرب النكسة 1967 معادلة "الأرض في مقابل السلام"، حولتها اليوم إلى "السلاح في مقابل السلام"، على اعتبار أن موضوع نزع سلاح المحور المرتبط بإيران هو الطريق نحو وقف التصعيد.
دخل لبنان نفق المعادلات التي لن يستطيع الخروج منها إلا عبر الحرب، والانسداد في أفق الحلول يعرقل الديبلوماسية، ويضع الحكومة اللبنانية أمام مشهدية الإصرار على حصرية السلاح وربط قرار الحرب والسلم في يد الدولة، هذا ما أكد عليه رئيس الحكومة نواف سلام، خلال جلسة قمة "لبنان للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي"، الجمعة 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
هناك مطلب دولي يحثّ لبنان على التفاوض لكن ليس بشروطه، بل التفاوض بتمثيل سياسي تماماً كما حصل في سوريا. وفي المقلب الآخر، تخرج إيران بتأكيد على استمرارية دعمها لـ"حزب الله" في مواجهة العدوان الإسرائيلي. فبين هذا وذاك، يدور لبنان في فلك التغيير الواضح لخارطة المنطقة التي تقودها الولايات المتحدة تحت عنوان إعادة تركيب الموازين الجديدة.
بين الرسالتين بات لبنان أمام خيارين أحلاهما "حرب"، فهل سيكون ما بعد الزيارة المنتظرة لقداسة البابا إلى لبنان في 1 و2 كانون الأول/ ديسمبر هو موعد الحرب الرابعة بين الحزب وإسرائيل؟ أم ما قبلها وفي ظلّ الانقسام الداخلي الحاد، قد تشهد الساحة اللبنانية مزيداً من التوترات؟
-المقاربة الواردة لا تعكس بالضرورة رأي مجموعة "النهار" الإعلامية.

















0 تعليق