الصناعة في الصعيد.. تعود من جديد - المصدر 7

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصناعة في الصعيد.. تعود من جديد - المصدر 7, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 01:36 مساءً

المصدر 7 - من كوم أوشيم في الفيوم إلي غرب قنا وأسيوط الجديدة. تدور عجلة الإنتاج وتتصاعد طموحات المستثمرين. فيما تواجههم تحديات لا تقل قسوة عن طبيعة الأرض التي يقفون عليها. بين الحوافز الحكومية والرغبة في جذب رؤوس الأموال. تبرز قصة جديدة عنوانها: الصعيد لا ينتظر.. بل يصنع مستقبله.

يقول عدد من المستثمرين في المناطق الصناعية بالصعيد إن ما يشهدونه اليوم من تنمية لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الواعية للرئيس عبد الفتاح السيسي. مؤكدين أن توجيهاته الدائمة بدعم الاستثمار في الجنوب فتحت أمامهم آفاقًا جديدة للعمل والإنتاج. وأعربوا عن خالص شكرهم وتقديرهم للرئيس علي ما وصفوه بـ"ثورة حقيقية في البنية التحتية" التي سهّلت وصول الكهرباء والغاز والطرق والمياه إلي المناطق الصناعية. مؤكدين أن تلك المشروعات وضعت الصعيد علي خريطة الاستثمار المحلي والعالمي. ومنحتهم الثقة في أن الدولة تقف خلف كل مستثمر جاد يسعي لبناء مستقبل أفضل لمصر.


البحر الأحمر.. نهضة صناعية بحرية غير مسبوقة

البحر الأحمر  - حسن حمدان: 

إنه الحدث الأول من نوعه في الشرق الأوسط.. إنشاء أول مصنع مصري لتصنيع القاطرات البحرية بميناء سفاجا. بتكلفة نصف مليار جنيه. وبشراكة وطنية رائدة بين هيئة قناة السويس وشركة ترسانة جنوب البحر الأحمر. ليكون المصنع بمثابة أكاديمية صناعية بحرية تضع مصر في صدارة الدول المنتجة للوحدات البحرية الحديثة.

وبينما يرفع ميناء سفاجا شعار صُنع في مصر بجودة عالمية. تضيء الغردقة من جانبها خريطة الاستثمار بإنشاء مدينة صناعية صديقة للبيئة علي مساحة 40 فدانًا تضم مئات المصانع الصغيرة والمتوسطة. فتفتح أبواب الرزق لشباب البحر الأحمر وتدعم الصناعات المرتبطة بالسياحة والبيئة.

تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعزيز الصناعة الوطنية وتوطين التكنولوجيا. بدأ العمل في مصنع مصر لبناء القاطرات البحرية داخل ميناء سفاجا. وهو الأول من نوعه في المنطقة. علي مساحة 9 آلاف متر مربع. ويضم ثلاثة قطاعات رئيسية: التقطيع  التشكيل  البناء. ومزود بأحدث تقنيات العالم في صناعة الوحدات البحرية.
المصنع يُنفذ في زمن قياسي لا يتجاوز 7 أشهر. بالتوازي مع بناء أول قاطرتين من طراز Rastar 3200-W باسم عزم. بقوة شد 90 طنًا. وهما باكورة 10 قاطرات مخصصة لهيئة قناة السويس. القاطرات من تصميم المكتب العالمي الشهير روبرت آلان. وتخضع لإشراف هيئات المراقبة الفرنسية والإيطالية. ما يؤكد أن الصناعة المصرية تسير وفق المعايير الدولية الدقيقة.

أكد الفريق أسامة ربيع. رئيس هيئة قناة السويس. أن المصنع الجديد يمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاعين العام والخاص. ويمثل نقطة تحول تاريخية في مسار توطين الصناعات البحرية بمصر.

وأوضح أن المصنع حقق المعادلة الصعبة: جودة عالمية بأسعار تنافسية وفي زمن قياسي. ما ساهم في فتح أسواق خارجية جديدة وجذب العملة الصعبة.

وأعلن ربيع عن بدء التصدير الخارجي فعليًا. بعد توقيع عقد بين مصنع مصر لبناء القاطرات ومجموعة NERI الإيطالية لبيع قاطرتين بقوة شد 90 طناً. في إنجاز غير مسبوق يعيد الريادة للترسانات المصرية ويفتح الباب أمام مصر لدخول سوق بناء السفن عالميًا.

أكد اللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر أن المصنع يمثل إضافة قوية للبنية التحتية الصناعية بالمحافظة. ويعزز الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل حقيقية للشباب.

وقال المحافظ إن المشروع ثمرة توجيهات القيادة السياسية ودعم الدولة الكامل لتوطين الصناعات الثقيلة. مشيرًا إلي أن المحافظة قدمت كل التسهيلات اللازمة لإنجاح المشروع. وستواصل دعم أي مشروعات تخدم الدولة وأبناء البحر الأحمر.

أما مصطفي الدجيشي. رئيس شركة ترسانة جنوب البحر الأحمر. فأوضح أن بناء القاطرات عزم 3 وعزم 4 يسير وفق الجدول الزمني المحدد. وأن أول سفينتين صيد أعالي البحار سيتم تدشينهما في ديسمبر المقبل. تليهما سفينة جديدة كل أربعة أشهر. مؤكدًا أن سفينة الصيد رزق 1 تستعد لرحلتها الأولي في المياه الدولية بالتعاون مع شركة Atlantic Dawn Group الأيرلندية لصيد 4 آلاف طن من الأسماك السطحية في غرب أستراليا.

في الوقت ذاته. تتواصل مشروعات التنمية الصناعية بمحافظة البحر الأحمر مع افتتاح المدينة الصناعية المتكاملة بالغردقة. وهي الأولي من نوعها في جنوب مصر. بتكلفة 500 مليون جنيه وعلي مساحة 40 فدانًا.

المدينة تضم 218 مصنعًا صغيرًا ومتوسطًا بمساحات تتراوح بين 300 و600 متر مربع. وتعمل وفق معايير بيئية صارمة لتكون مدينة خضراء وصديقة للبيئة. متخصصة في الصناعات غير الملوثة مثل الصناعات الغذائية والهندسية والمنسوجات.

وأكد محمد نبيل عشري. أحد شباب المستثمرين بالمدينة الصناعية. أن المشروع فتح أبواب الرزق لعشرات الشباب. مشيدًا بالتسهيلات غير المسبوقة التي قدمها جهاز تنمية المشروعات الصغيرة من تمويل وتجهيزات وفترات سماح.

كما قال سيد زين العابدين. صاحب شركة تعبئة وتغليف. إن المجمع الصناعي بالغردقة هدية القيادة السياسية لأبناء المحافظة. إذ ساهم في القضاء علي البطالة وتشجيع الصناعات التي تخدم القطاع السياحي والفندقي. مشيرًا إلي أن الهيئة العامة للتنمية الصناعية قدمت تسهيلات كبيرة للمستثمرين.

هذه المشروعات العملاقة تمثل نقلة حقيقية في مسار التنمية بمحافظة البحر الأحمر. حيث تتكامل صناعة السفن والقاطرات في سفاجا مع الصناعات الصغيرة والمتوسطة في الغردقة. لتشكّل معًا منظومة اقتصادية متكاملة تربط بين الصناعة والسياحة والتجارة البحرية.


المنيا.. مدينة النسيج.. صرح صناعي عملاق

المنيا  - نبيل يوسف: 

علي مساحة 5.5 مليون متر مربع. تنبض الحياة في وادي السرارية بمركز سمالوط. حيث بدأت الدولة في تنفيذ مدينة متكاملة للصناعات النسيجية تمثل نقطة تحول كبري في مسار الصناعة المصرية. 12 مليار جنيه استثمارات. أكثر من 600 مصنع. و800 ألف فرصة عمل... أرقام تعكس حجم الطموح في مشروع لا يهدف فقط إلي تشغيل المصانع. بل إلي إحياء زراعة القطن المصري طويل التيلة. واستعادة مجده في أسواق العالم.

لم تعد المدينة الجديدة مجرد منطقة صناعية تقليدية. بل صرح متكامل يربط بين الزراعة والصناعة والتجارة. المشروع يبدأ من زراعة القطن في أراضي الصعيد الخصبة. مرورًا بمراحل الغزل والنسيج والصباغة والطباعة والتجهيز. وصولًا إلي إنتاج الملابس الجاهزة والمفروشات وتصديرها إلي الأسواق الإقليمية والعالمية.

ويُنفذ المشروع وفق نظام المطور الصناعي. بشراكات بين كبري الشركات المحلية والعالمية. ليصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا يعزز تنافسية المنتج المصري ويخفض تكاليف النقل والتصدير.

اختيار محافظة المنيا لم يكن مصادفة. المحافظة تقع في قلب صعيد مصر وتعد حلقة الوصل بين شمال وجنوب البلاد. وتستفيد المدينة من شبكة الطرق والمحاور العملاقة التي أنجزتها الدولة خلال السنوات الأخيرة. مثل محور سمالوط ومحور ملوي. مما يسهل حركة الشحن والنقل ويقلل زمن الوصول إلي الموانئ.

كما أن قرب المدينة من مناطق زراعة القطن يمنحها ميزة تنافسية فريدة. إذ يمكن نقل القطن الخام مباشرة إلي المصانع دون تكاليف إضافية. ما يعزز من التكامل بين المزرعة والمصنع والسوق.

بحسب وزارة التجارة والصناعة. تبلغ استثمارات المرحلة الأولي 12 مليار جنيه. مع خطة لجذب استثمارات إضافية بقيمة 1.5 مليار دولار عبر مراحل التنفيذ. وتؤكد التقديرات أن المشروع سيوفر أكثر من 800 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ليصبح مصدرًا أساسيًا للتشغيل في صعيد مصر.

ويهدف المشروع إلي تعزيز صادرات مصر من الغزل والنسيج والملابس الجاهزة إلي أكثر من 12 مليار دولار بحلول عام 2030. مع تقليل فاتورة الاستيراد وتعظيم القيمة المضافة للقطن المصري.

يمثل المشروع أيضًا نقلة اجتماعية كبيرة لأبناء المنيا. خاصة أنه يعتمد علي الصناعات كثيفة العمالة القادرة علي استيعاب أعداد كبيرة من الشباب والفتيات.

قال محمد المرشدي. رئيس غرفة الصناعات النسيجية. إن مشروع مدينة النسيج بالمنيا يمثل "نقلة نوعية في مستقبل الصناعة المصرية". مضيفًا أن الدولة نجحت في فتح ملفات التنمية الصناعية في وقت واحد. برؤية تهدف إلي بناء اقتصاد قوي ومستدام.

وأوضح  المرشدي أن المدينة تقام علي مساحة ضخمة تضم أكثر من 600 مصنع متكامل. مما يجعل المنيا مركزًا إقليميًا لصناعة الغزل والنسيج. مشيرًا إلي أن المشروع جذب اهتمامًا واسعًا من مؤسسات صينية وتركية أبدت رغبتها في الاستثمار به.

أكد فاضل مرزوق. رئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة. أن هذا المشروع يعكس إيمان القيادة السياسية بقدرة القطاع الصناعي علي تحقيق قفزة تصديرية كبيرة. موجهًا الشكر إلي الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء. والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة. والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار. علي دعمهم المستمر للقطاع الصناعي والملابس الجاهزة.


بني سويف.. لؤلؤة الصعيد.. أيقونة الاستثمار في الجمهورية الجديدة

بني سويف  أسامة مصطفي:

منذ عام 2019. وضعت المحافظة خطة تنموية طموحة تهدف إلي تحسين جودة الحياة. وتعزيز الاقتصاد المحلي. وتحديث الجهاز الإداري. حتي أصبحت بني سويف بيئة جاذبة للاستثمار الصناعي والزراعي واللوجستي. ومثالًا يحتذي به في تحقيق التكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

تضم بني سويف 8 مناطق صناعية هي: بياض العرب. كوم أبو راضي. جرف حسين. غياضة الشرقية. أطواب. الصناعات الثقيلة. الصناعات الصغيرة. والمنطقة الصناعية بسمسطا.

وتعمل بهذه المناطق 623 منشأة صناعية باستثمارات إجمالية بلغت 21.9 مليار جنيه. وفرت ما يزيد علي 60 ألف فرصة عمل مباشرة. فضلًا عن آلاف الفرص غير المباشرة في النقل والخدمات والتوريد.

وأكد المحافظ الدكتور محمد هاني غنيم أن ما تحقق من إنجازات لم يأتِ مصادفة. بل ثمرة تخطيط استراتيجي طويل المدي وتعاون وثيق مع هيئة التنمية الصناعية والمستثمرين. قائلاً:

نحن نعمل علي تمهيد الطريق أمام المستثمر الجاد. من خلال تبسيط الإجراءات. وتوفير بنية تحتية قوية. وتذليل العقبات داخل المناطق الصناعية. وهو ما جعل بني سويف من أكثر المحافظات جذبًا للاستثمار في الصعيد.

وأشار المحافظ إلي أن العمل جاري لإنشاء الميناء الجاف بمنطقة كوم أبو راضي علي مساحة 33 فدانًا. وإنشاء منطقة لوجستية متكاملة ببياض العرب علي مساحة 47 فدانًا. لتصبح بني سويف مركزًا محوريًا للتجارة والنقل اللوجستي يخدم جنوب الجيزة وشمال الصعيد.

قال بلال حبش. نائب المحافظ. إن تجربة بني سويف في جذب الاستثمار ليست وليدة الصدفة. بل نتيجة رؤية علمية وإدارة متكاملة ترتكز علي البيانات والدراسات ونحن لا ننتظر المستثمر. بل نذهب إليه برؤية وملفات جاهزة ومشروعات محددة في قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة. بني سويف تملك اليوم موقعًا جغرافيًا مميزًا وشبكة محاور ومرافق علي أعلي مستوي. ما جعلها بيئة واعدة وجاذبة للمستثمرين المحليين والأجانب.

قال المهندس عصام سليمان. رئيس جمعية مستثمري بياض العرب الصناعية:الفترة الأخيرة شهدت نقلة حقيقية في التواصل بين المستثمرين والقيادة التنفيذية بالمحافظة. فالمحافظ يلتقي المستثمرين دوريًا. وتتم معالجة أي مشكلات علي الفور ميدانيًا. تشغيل المصانع المتعثرة وافتتاح مجمع الصناعات الصغيرة ببياض العرب خير دليل علي جدية الدولة في دعم المستثمرين.

وأشار إلي أن مجمع الصناعات الصغيرة. الذي يضم 266 وحدة صناعية جاهزة. يمثل فرصة ذهبية للشباب ورواد الأعمال الصناعيين. ويؤسس لجيل جديد من الصناعات الصغيرة والمتوسطة القادرة علي المنافسة والتصدير.

أكد المهندس أحمد سعد. مدير منطقة بياض العرب الصناعية. أن التعاون بين أجهزة المحافظة والمستثمرين أسفر عن إعادة تشغيل 42 مصنعًا متعثرًا خلال الفترة الماضية.

وأضاف أن المنطقة تشهد توسعات كبري. منها خط إنتاج جديد لشركة روندي للسيراميك بتكلفة 500 مليون جنيه. وأول وحدة لتشغيل الصم والبكم داخل الشركة السويسرية للملابس القطنية. ما يعكس الاهتمام بالمسؤولية المجتمعية ودمج ذوي الهمم في سوق العمل.

أوضحت المهندسة دعاء هلال. مديرة منطقة كوم أبو راضي الصناعية. أن العمل جاري لربط المنطقة بالميناء الجاف المزمع إنشاؤه علي أرضها. لتتحول إلي مركز لوجستي متكامل يخدم محافظات الصعيد كافة.

تحولت جامعة بني سويف إلي شريك حقيقي في التنمية الصناعية والاستثمارية من خلال برامج التدريب وريادة الأعمال. إذ قال الدكتور جمعة سعيد. مدير مركز تطوير القدرات بالجامعة:نحن نعمل علي تأهيل الكوادر وربط مهارات الشباب باحتياجات سوق العمل داخل المناطق الصناعية.

وأضاف الدكتور أحمد مصطفي. أستاذ إدارة الأعمال تجربة بني سويف نموذج ناجح في الربط بين القطاع الأكاديمي والقطاع التنفيذي. حيث تعتمد خطط التنمية علي بيانات دقيقة وأبحاث جامعية تحقق استدامة القرار الاستثماري وتقلل المخاطر.

الفيوم.. كوم أوشيم.. تتلألأ علي خريطة الاستثمار الوطني

الفيوم - مكتب المساء :

علي طريق القاهرة - الفيوم الصحراوي. تتلألأ كوم أوشيم كجوهرة تنموية في قلب الصحراء. تشهد علي إرادة دولة تصنع مستقبلها بيد أبنائها.. بعد سنوات من العمل المتواصل. استعادت المنطقة الصناعية بكوم أوشيم مكانتها كواحدة من أهم القلاع الإنتاجية في صعيد مصر. لتتحول إلي مركز جذب للاستثمارات المحلية والأجنبية. وركيزة أساسية في دعم الاقتصاد الوطني. وتوفير فرص العمل للشباب. وتحقيق التنمية المستدامة بمحافظة الفيوم.

يؤكد الدكتور أحمد الأنصاري. محافظ الفيوم. أن تطوير المنطقة الصناعية بكوم أوشيم يأتي ضمن أولويات المحافظة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم التنمية الصناعية في محافظات الصعيد.

ويقول المحافظ : لسنا بحاجة إلي إنشاء مناطق جديدة. ولدينا في كوم أوشيم منطقة مؤهلة بكل المقاييس. نعمل علي استغلالها بالشكل الأمثل. واستكمال أعمال البنية التحتية بها لتصبح نموذجًا يحتذي به في إدارة المناطق الصناعية.

وأوضح الأنصاري أن الاجتماعات الدورية مع المستثمرين وممثلي شركات المرافق تهدف إلي متابعة أعمال الترفيق. واستكمال شبكات الكهرباء والمياه والصرف والطرق الداخلية. فضلًا عن مناقشة التحديات التي تواجه تنفيذ بعض المشروعات الصناعية والعمل علي تذليلها فورًا.

وأشار المحافظ إلي أن هناك لجنة فنية متخصصة تتابع موقف القدرات الكهربائية في قطاعات المنطقة المختلفة. خاصة بقطاع (8). حيث يجري إعداد ملف شامل بالمهمات التي تم تركيبها والمطلوبة مستقبلًا. لضمان استقرار التيار الكهربائي لجميع المصانع العاملة.

وقد تجاوزت استثمارات المنطقة 5 مليارات جنيه. ووفرت أكثر من 15 ألف فرصة عمل دائمة. و80 ألف فرصة مؤقتة. مما ساهم في تحسين مستويات المعيشة لآلاف الأسر داخل المحافظة.

قال ياسر جمعة مدير عام المنطقة الصناعية بكوم أوشيم. أن المنطقة تشهد توسعات كبيرة خلال الفترة المقبلة. بعد إضافة مجمعين صناعيين جديدين علي مساحة 53 فدانًا. أحدهما مخصص لصناعات الغزل والنسيج. والآخر لصناعات متنوعة للشباب والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وأضاف أن المحافظة نجحت في خفض عدد المصانع المتعثرة من 39 إلي 22 مصنعًا فقط. من خلال إجراءات غير تقليدية. أبرزها تأجير المصانع المتوقفة أو إعادة طرحها علي مستثمرين جادين قادرين علي تشغيلها.

من بين الفرص الاستثمارية المطروحة حاليًا في الفيوم وفق تصريحات المحافظ إنشاء مشروعات لإنتاج مستحضرات التجميل من النباتات الطبية والعطرية. وتصنيع الأدوية والأعلاف. وثلاجات حفظ المواد الغذائية. إلي جانب صناعات الأغذية والزيوت الطبيعية.

كما تم الإعلان عن طرح أربعة شون معدنية بمناطق دمو. وتطون الجديدة. ودانيال. وطامية بمساحات تتراوح بين 12 و21 ألف متر مربع. لتكون نواة لمشروعات صناعية جديدة تسهم في تحقيق قيمة مضافة للموارد المحلية.

أكد المحافظ أن المحافظة غنية بالفرص الاستثمارية الواعدة بالقطاع الصناعي. مشيراً إلي أهمية تنميتها وحسن استغلالها في إطار تكاملي. وهو ما يساعد علي خلق المزيد من فرص العمل والحد من الفقر ومواجهة تيارات الهجرة غير المخططة. 


تجربة فريدة في التنمية الصناعية.. بقلب الصعيد

أسيوط - أسامة صديق:

لم يعد الصعيد اليوم مجرد جغرافيا تبحث عن فرص. بل أصبح أحد أهم محركات التنمية في الجمهورية الجديدة. فعلي امتداد واديه الخصيب وجباله الصلبة. تنبض ورش ومصانع لا تهدأ. تشهد علي ولادة عصري صناعي جديد يكتب فصوله أبناء الجنوب بعزيمة وإصرار.

في أسيوط. حيث تتقاطع الرؤية الوطنية مع الطموح المحلي. تتشكل ملامح تجربة فريدة في التنمية الصناعية. تُعيد رسم الخريطة الاقتصادية للمحافظة وتجعلها مركز جذب استثماري واعد. ضمن مسيرة الدولة لتحقيق العدالة المكانية والتنمية المتوازنة بين المحافظات.

عند مدخل المنطقة الصناعية ببني غالب. تتحدث المشاهد قبل الكلمات: شاحنات تدخل وتخرج. عمال يتحركون في انتظام. وأصوات ماكينات تصنع واقعا جديدًا. مصانع للأقمشة والستائر والمعادن ومواد البناء. تحولت إلي رموزي لصمود الإنسان أمام التحدي.

يقول محمد جمعة. أحد العمال في مصنع لتشكيل المعادن: "العمل هنا مش مجرد وظيفة. ده بداية حياة جديدة. كنت ممكن أسيب البلد وأسافر. لكن دلوقتي عندي شغل واستقرار وسط أهلي".

وفي مصنع آخر متخصص في الغزل والنسيج والطباعة علي الأقمشة. يتجلي التحول الحقيقي نحو الصناعة الحديثة. خطوط إنتاج رقمية. ونظم مراقبة جودة. وبرامج تدريب للعاملين.

يقول المهندس بيشوي نشأت. مدير المصنع: "الصناعة دلوقتي مش مبني ومكنة.. الصناعة فكر. وتحديث مستمر. إحنا بنبني عقل إنتاجي قبل ما نبني جدران".

ويضيف أن المصنع يستعد لتوسعات جديدة تمتد علي آلاف الأمتار. بهدف تعزيز التكامل الصناعي وإنتاج سلع قادرة علي المنافسة محليًا وتصديريًا.

ورغم ما تحقق من إنجازات ملموسة. إلا أن بعض التحديات لا تزال حاضرة. فشبكات النقل الداخلية تحتاج إلي استكمال وتوسعة. كما أن نقص العمالة الفنية الماهرة يفرض علي المستثمرين التفكير خارج الصندوق.

يقول المهندس محمود عبدالحكيم. صاحب مصنع ناشئ: "العامل الجيد كنز. بس مش دايمًا سهل تلاقيه.. فإحنا بدأنا نخلق الكنز ده بالتدريب والتعليم داخل المصنع".

أكد اللواء الدكتور هشام أبو النصر. محافظ أسيوط. أن المحافظة تعمل وفق خطة متكاملة تهدف إلي دعم الاستثمار الصناعي وتوفير البنية التحتية اللازمة للنمو المستدام.

وقال المحافظ: "هدفنا مش بس نفتح مصانع. لكن نحافظ علي استمراريتها ونطورها. وده بيتم من خلال تذليل المعوقات الإدارية واللوجستية. وتوفير التدريب للشباب. وتحسين بيئة العمل".

وأشار إلي أن الدولة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تولي اهتمامًا خاصًا بمحافظات الصعيد. وأن أسيوط أصبحت اليوم جزءًا من منظومة وطنية ضخمة تستهدف تحقيق تنمية شاملة في الجنوب.

بدوره. أوضح مسؤولو جهاز تنمية المشروعات أن دعم الدولة لا يتوقف عند التمويل فقط. بل يمتد إلي تقديم الخدمات الفنية والاستشارية والتسويقية. وربط الشباب بسلاسل الإنتاج.

أسوان.. قاعدة صناعية علي بوابة إفريقيا

أسوان - مكتب المساء: 

علي الضفة الغربية من نهر النيل. وفي قلب مدينة أسوان الجديدة. تتشكل ملامح واحدة من أحدث المناطق الصناعية في صعيد مصر. لتكون قاعدة صناعية ولوجستية تربط بين الجنوب المصري والأسواق الأفريقية. 

تعمل الدولة حاليًا علي استكمال أعمال المرافق وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار عبر توفير الكهرباء والغاز والطرق الممهدة. بينما تراهن المحافظة علي موقعها الفريد في جذب المستثمرين للاستفادة من ثرواتها التعدينية والرخامية الضخمة. وتحويلها إلي منتجات صناعية ذات قيمة مضافة. وتُعد المنطقة الصناعية الجديدة بأسوان خطوة متقدمة في تحقيق التنمية المتوازنة بين محافظات الجنوب. وخلق فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة ضمن استراتيجية الدولة لتعميق التصنيع المحلي والانطلاق بالصعيد نحو آفاق التصدير.

أكد اللواء د. اسماعيل كمال محافظ أسوان أن إنشاء المنطقة الصناعية الجديدة بمدينة أسوان الجديدة يمثل خطوة استراتيجية لدعم الاستثمار والصناعة في جنوب الصعيد. موجهًا شكره للرئيس عبد الفتاح السيسي علي ما تشهده المحافظة من مشروعات تنموية كبري تعيد رسم خريطة أسوان الاقتصادية.

وأوضح المحافظ أن المرحلة الأولي من المشروع تقام علي مساحة 200 فدان 840 ألف م2 لتكون منطقة صناعية متكاملة تضم كل المقومات اللوجستية والطاقة والبنية الأساسية. مشيرًا إلي موقعها المتميز بالقرب من المنطقة الحرة والمنطقة اللوجستية بكركر. ومطار أسوان الدولي. والموانئ البرية بقسطل وأرقين. وميناء برنيس البحري. فضلًا عن اتصالها بـ المحور الدولي الإسكندرية كيب تاون ومسار القطار السريع.

وأشار المحافظ إلي أن المنطقة الجديدة تمثل نقطة انطلاق نحو الأسواق الأفريقية. مستفيدة من قربها الجغرافي من الحدود السودانية. ومن توافر مصادر الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي. ما يجعلها بوابة طبيعية لتصدير المنتجات المصرية نحو القارة السمراء.

وأضاف أن المنطقة تضم 504 قطع أراضي صناعية متنوعة الاستخدام. منها 219 لصناعات مواد البناء. و105 للصناعات الكيماوية. و88 للصناعات الغذائية. و92 للصناعات الهندسية. بما يحقق استثمارًا أمثل لموارد المحافظة الطبيعية من خامات محجرية وتعدينية وزراعية.

وأكد أن المشروع سيساهم في جذب الاستثمارات وتوفير آلاف فرص العمل للشباب الأسواني. لتتحول أسوان الجديدة إلي مركز صناعي ولوجستي يخدم الجنوب ويعزز التكامل الاقتصادي مع القارة الأفريقية.

"المثلث الذهبي" يضع المحافظة علي خريطة التنمية العالمية

قنا - مكتب المساء: 

تتحول محافظة قنا يومًا بعد يوم إلي واحدة من أبرز قلاع الصناعة في صعيد مصر. بعدما شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة تنموية غير مسبوقة في مجال الاستثمار الصناعي. من خلال إنشاء وتطوير مناطق صناعية عملاقة مثل منطقتي هو بنجع حمادي و"كلاحين - قفط". واللتين تمثلان قلبًا نابضًا للتنمية وفرص العمل والإنتاج المحلي والتصدير. في ظل اهتمام الدولة الكبير بتنمية محافظات الصعيد وتحقيق العدالة في توزيع الاستثمارات.

المناطق الصناعية لم تعد مجرد مساحات من الأراضي تُمنح للمستثمرين. بل أصبحت مراكز حضارية متكاملة تضم شبكات طرق حديثة. ومرافق متطورة. وخدمات متكاملة. ومباني إدارية وإسكان عمالي. وبيئة محفزة للاستثمار. ما جعلها بوابة حقيقية لتحويل الصحراء إلي واحات إنتاج وحياة.

تُعد منطقة هو الصناعية بنجع حمادي إحدي الركائز الصناعية الكبري بمحافظة قنا. حيث تقع علي طريق هو - الرياينة جنوب مجمع الألومنيوم العملاق وعلي بعد 15 كم فقط من مدينة نجع حمادي. وتبلغ مساحتها 500 فدان.

المنطقة أصبحت نموذجًا لنجاح الدولة في تهيئة بيئة استثمارية جاذبة. إذ تضم أكثر من 191 مصنعًا ما بين مصانع قائمة وتحت الإنشاء وتوفر فرص عمل مباشرة لأكثر من 7 آلاف شاب وفتاة من أبناء المحافظة.

شهدت المنطقة طفرة في البنية التحتية. حيث تم رصف الطريق الدائري والمداخل والطرق الداخلية بطول 6.8 كم. إلي جانب إنشاء محطة مياه رئيسية وخط تغذية بطول 11.5 كم. وشبكة داخلية بطول 33 كم طولي لتوفير مياه الشرب النقية. بالإضافة إلي سنترال حديث بسعة 5000 خط لخدمة المستثمرين.

كما تم تزويد المنطقة بثمانية أكشاك كهرباء بقدرة 500 ك.ف لكل منها. وتركيب محطة محولات عملاقة لخدمة المنطقة ومدينة الأمل الجديدة. أما الصرف الصحي فتم الانتهاء من محطة المعالجة بنظام برك الأكسدة. لتكتمل منظومة المرافق الحيوية التي تضمن استدامة النشاط الصناعي.

وتتميز المنطقة الصناعية بـهو بموقعها الاستراتيجي القريب من مجمع الألومنيوم ومصانع السكر والأخشاب. مما يفتح الباب أمام صناعات تكميلية عديدة مثل منتجات الألومنيوم والمواد البلاستيكية ومخلفات السكر والأخشاب. الأمر الذي يعزز من التكامل الصناعي داخل المحافظة.

علي بُعد 27 كيلومترًا جنوب مدينة قنا. تقع المنطقة الصناعية بكلاحين ? قفط علي طريق قفط ? القصير. أحد أهم المحاور الاستثمارية في الصعيد. والذي يربط بين طريق مصر ? أسوان ومينائي القصير وسفاجا علي البحر الأحمر. مما يمنح المنطقة ميزة لوجستية هائلة تجعلها صلة وصل بين الصعيد والموانئ العالمية.

تبلغ مساحة المنطقة 570 فدانًا مقسمة إلي ثلاث مراحل. منها 216 فدانًا مخصصة لإنشاء أول منطقة حرة عامة بصعيد مصر. بموجب قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 321 لسنة 2005. وهي خطوة استراتيجية تستهدف جذب الاستثمارات التصديرية التي تستفيد من الإعفاءات الجمركية والضريبية الكاملة.

وتضم المنطقة بنية تحتية قوية تشمل شبكة طرق ممهدة واسعة. سنترال بسعة 2000 خط. شبكة كهرباء بقدرة تتجاوز 7 ميجا وات قابلة للزيادة. وخط مياه عذبة من ترعة الكلابية بطاقة 8000 م? يوميًا. إلي جانب محطة محولات رئيسية بقدرة 2?25 ميجا وات ومحطة ترشيح لضمان جودة المياه.

كما تتوافر بالمنطقة خدمات متعددة مثل وحدة إطفاء. عيادة طبية. مكتب بريد. نقطة شرطة. محطة تموين سيارات. منطقة بنوك. ومجمع خدمات للمستثمرين والمطاعم والمعارض. فضلًا عن مبني إداري متكامل لإدارة المنطقة الصناعية واستخراج تراخيص البناء والتشغيل وتوصيل المرافق للمستثمرين.

وتكمن أهمية منطقة قفط الصناعية في موقعها داخل نطاق المثلث الذهبي الغني بالثروات التعدينية مثل الجرانيت. الرخام الأخضر. البريشيا. الفوسفات. والسربنتين. مما يجعلها بيئة مثالية لإقامة مصانع التعدين والرخام والأسمدة والمواد الخام.

تسير قنا اليوم بخطي ثابتة نحو أن تصبح قاطرة للتنمية الصناعية في جنوب مصر. بفضل ما تمتلكه من مقومات جغرافية. وبنية تحتية قوية. ورؤية واضحة من الدولة لجعل الصعيد منطقة جذب للاستثمارات المحلية والأجنبية. وليس مجرد منطقة طاردة للعمالة.

ما يحدث في منطقتي هو وقفط ليس مجرد تطوير عمراني أو خدمات لوجستية. بل تحول استراتيجي في فلسفة التنمية. حيث يتحول الظهير الصحراوي إلي مساحات نابضة بالحياة والإنتاج. ويتحول الشباب من باحثين عن عمل إلي مشاركين في بناء اقتصاد صناعي واعد.

أوضح المهندس مجدي خطاب. مدير المنطقة الصناعية بكلاحين قفط. أن إجمالي عدد قطع الأراضي بالمنطقة يبلغ 571 قطعة بمساحة إجمالية تُقدّر بنحو 257.93 فدان. تم تخصيص 366 قطعة منها. فيما لا تزال 205 قطع غير مخصصة.

أوضح رئيس هيئة تنمية الصعيد أن الهيئة تعمل علي تنفيذ خطة شاملة لتنمية محافظات الجنوب بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية. مؤكدًا أن قنا تحظي بأولوية خاصة ضمن هذه الخطة لما تمتلكه من مقومات زراعية وصناعية تؤهلها لتكون مركزًا رئيسيًا لجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية المتكاملة.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق