رئيس التحرير يكتب : آن الأوان .. لإقامة (بورصة القاهرة السياحية) - المصدر 7

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس التحرير يكتب : آن الأوان .. لإقامة (بورصة القاهرة السياحية) - المصدر 7, اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 01:36 مساءً

المصدر 7 - ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة تقوم بجمع وتحليل ونشر البيانات السياحية المأخوذة من أعضائها الـ 180، كما تراقب وترصد وتحلل التوجهات السياحية عبر العالم، وتقيس أهمية وأثر السياحة فى الاقتصادات الوطنية، كما تتولى إعداد التقارير حول تدفق الرحلات السياحية، وحجم الإنفاق على السياحة حول العالم.


ولأن مصر عضو أساسى فى هذه المنظمة التى أنشئت عام 1925 بلاهاى فإنها تشارك بصفة دورية ومنتظمة فى بورصات السياحة الأربع من خلال جناح متميز يعبر عن الهوية المصرية والتميز الأثرى والسياحى وما تمتلكه مصر من ثروة أثرية قادرة على جذب ملايين السياح شهرياً وليس سنوياً.


ولعل ما يؤكد ذلك فوز الجناح المصرى أكثر من مرة مؤخراً كأحسن جناح بهذه البورصات، ولعل آخره ما حدث فى بورصة لندن للسياحة الذى أقيم فى العاصمة البريطانية منذ أيام عندما فاز الجناح المصرى المشارك فى فعاليات بورصة لندن للسياحة بجائزة أفضل تصميم تقديراً لتميزه الفنى والبصرى وقدرته على إبراز الهوية الحضارية لمصر باسلوب يجمع بين الاصالة والابتكار.


الجائزة تسلمها شريف فتحى وزير السياحة والأثار من جونسون هال مدير المبيعات ببورصة لندن من أمام الجناح المصرى عند نموذج المحاكاة المقام لإحدى قاعات الملك توت عنخ أمون بالمتحف المصرى الكبير.


 الوزير قال إن هذه الجائزة تعكس ما تتمتع به مصر من حضارة عريقة وهوية بصرية غنية وأن الجهود الحالية والمسقبلية لوزارة السياحة والآثار تتضمن تنفيذ استراتيجية ترويجية مبتكرة تبرز تنوع المقاصد السياحية فى مصر والأنماط السياحية التى تجعل مصر مؤهلة لتكون المقصد السياحى الأول عالمياً.


 وهذا هو بيت القصيد، ففى الوقت الذى حققت فيه فرنسا هذا العام أكبر عدد سياح على مستوى العالم بـ 102 مليون سائح ، وإسبانيا 93,8 مليون سائح، والولايات المتحدة 72.4 مليون سائح، وتركيا 60.6 مليون سائح، وإيطاليا 57.9 مليون سائح، والمكسيك 45 مليون سائح، وألمانيا 37.5 مليون سائح، والمملكة المتحة 37.2 مليون سائح، نجد مصر لم تحقق سوى أقل من 15 مليون سائح بقليل فى المدة نفسها.


قبل سنوات كثيرة كنا ننادى بضرورة تنشيط السياحة المصرية لزيادة عدد السائحين حتى أنه قبيل أحداث الخامس والعشرين من يناير كانت إحدى أمنيات قطاع السياحة المصرى الوصول بعدد السياح القادمين إلى مصر إلى عشرة ملايين سائح فى العام، أما الآن وبعد الافتتاح المبهر والأسطورى للمتحف المصرى الكبير، وحضور قادة معظم دول العالم هذا الافتتاح، وما صدر عنهم من تصريحات وأفعال تظهر مدى حبهم للحضارة المصرية والشعب المصرى واستمتاعهم بالأمن والأمان فى الشوارع المصرية يمثل دعاية مجانية تساوى ملايين الدولارات، فإن الطريق ممهد بقوة لتحقيق طفرة غير مسبوقة فى قطاع السياحة.


يضاف إلى ذلك بروز مقاصد سياحية مصرية حديثة مثل مدينة العلمين الجديدة، والساحل الشمالى، والأماكن الأثرية بالاقصر وأسوان، والشواطئ المصرية ذات السمعة العالمية بشرم الشيخ وطابا ودهب ونويبع والغردقة وغيرها من المدن الساحلية ذات التاريخ السياحى الكبير.


أعتقد أنه قد آن الأوان لإقامة (بورصة القاهرة السياحية) لتنضم إلى أخواتها من بورصات السياحة العالمية الأربع، ولتساهم فى تحقيق ترويج سياحى غير مسبوق، خاصة أننا لدينا ما نقدمه لجذب الرحلات السياحية من مختلف دول العالم، وهناك أسباب كثيرة تؤكد أن مصر يمكنها بالفعل أن تكون المقصد السياحى رقم واحد فى العالم ، وهذه الأسباب هى:


أولاً : إرادة سياسية قوية من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى لتحقيق انطلاقة غير مسبوقة بقطاع السياحة، مع الإصرار على أن تتبوأ مصر مكانتها السياحية بما لديها من مقومات تؤهلها لذلك، ولعل ما رأيناه فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير بحضور السيد الرئيس والسيدة قرينته يؤكد هذا التوجه، ويكفى أن المتحف المصرى الكبير على الرغم من احتوائه على أكثر من مائة ألف قطعة أثرية فإنه لا توجد به قطعة أثرية واحدة مسروقة بخلاف كل متاحف العالم التى تعتمد فى حملاتها الترويجية على وجود آثار فرعونية بها.


ثانياً: إقامة "بورصة القاهرة السياحية" يمكن أن تحقق دخلاً صافيا يضاف إلى الدخل القومى المصرى، وبحسبة بسيطة فإنه من المتوقع أن يزيد هذا الدخل على مائة مليون دولار، فهناك 180 دولة ومقاطعة أعضاء فى منظمة السياحة العالمية، بخلاف الهيئات والمنظمات السياحية الأخرى، والعدد المتوقع للمشاركة فى هذه البورصة لن يقل عن مائة شركة سياحة وفندقاً وشركة طيران من كل دولة، ومبلغ تأجير الجناح لن يقل عن خمسة آلاف دولار لكل مشارك.


هذا بخلاف ما سينفقه المشاركون فى هذه الفعالية عند زيارتهم للمناطق السياحية والمزارات الأثرية والمناطق الشعبية وشواطئ المدن الساحلية، بما يؤدى فى النهاية إلى تحقيق عائد اقتصادى يفوق المائة مليون دولار من تنظيم فعالية بورصة القاهرة السياحية فقط، أما عدد السياح المتوقع بعد إقامة هذه البورصة فقد يفوق الخمسين مليون سائح بنسبة زيادة 230%، ومع اعتماد استراتيجية ترويجية جديدة فى جميع أنحاء العالم يمكن أن يرتفع الرقم تدريجياً بعد عدة سنوات حتى يصل إلى مائة مليون سائح سنوياً.


ثالثاً: الزيارات التاريخية التى قام بها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دول العالم وعقد اتفاقيات شراكة استراتيجية شاملة سوف تساهم بشكل قوى فى دعم إقامة هذه البورصة إذا أحسن استغلالها سياحياً، ولعل ما شاهدناه خلال انعقاد القمة المصرية الأوروبية الأولى فى بروكسل يوم 22 أكتوبر الماضى بحضور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى يؤكد أن الدول الاوروبية لديها رغبة قوية فى دعم الاقتصاد المصرى، ومن بين أساليب الدعم الترويج السياحى للمزارات والآثار المصرية، وهو ما تم بالفعل من قادة أوروبا.


رأينا ملكة الدنمارك عقب افتتاح المتحف وهى تهيم عشقاً فى قناع الملك توت عنخ أمون وتتعلق بالحضارة المصرية وتبدى رغبتها فى استكمال بقية حياتها فى مصر، ليس هذا فقط ولكنها قامت بمد فترة إقامتها بمصر وعبرت عن حبها للحضارة المصرية والشعب المصرى وتقديرها لمستوى الأمن والأمان بهذا البلد الجميل ـ كما قالت ـ وفى ذلك دعاية بملايين الدولارات، لو أحسن استغلالها.
أيضاً كان تريُّض رئيسى وزراء بلجيكا وهولندا وزوجتيهما على كورنيش القاهرة فى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالى لافتتاح المتحف المصرى الكبير دعاية أخرى لمصر ومتحفها وأثارها ومدنها ومستوى الأمن والأمان فيها.


رابعاً: لدينا شبكة طرق وشركة طيران وطنية ومطارات تختلف شكلاً وموضوعاً عن تلك التى كانت موجودة قبل عشر سنوات، ساعدت وتساعد بشكل كبير فى تنقل السائح بيسر وسهولة إلى الأماكن التى يرغب فى زيارتها بلا عوائق، واختفت بشكل كبير بعض المظاهر التى كانت تضايق السائحين عندما يأتون إلى مصر، أيضاً وعى المصريين بأهمية السائح لهم اختلف، فرأينا الترحيب وحسن الاستقبال لأى سائح أجنبى أو عربى أو حتى ضيف شقيق مقيم جاء إلينا بعد أن ترك بلده باحثاً عن الأمن والأمان اللذين لم يجدهما إلا فى مصر، هذا أيضاً اختلف عما قبل.


خامساً: أرى ضرورة توجيه دعوات مجانية لنجوم الفن والرياضة العالميين لزيارة المتحف المصرى الكبير مثل مدرب فريق ليفربول السابق يورجن كلوب وأسرته ستمثل دفعة أخرى ودعاية مهمة لجذب محبى هؤلاء النجوم حول العالم، بجانب أهمية إقامة حفلات وفعاليات دولية غير مثيرة للجدل فى أحضان الأهرامات والمتحف الكبير لجذب انتباه العالم طوال العام.


سادساً: لابد من إعادة النظر فى الأساليب القديمة للترويج السياحى المصرى التى تتمثل فى كتابة مقالات فى عدة صحف أجنبية أو الظهور فى مباريات كرة القدم بالدوريات العالمية مثل الدورى الانجليزى أو الاسبانى أو الألمانى أو الإيطالى، مع ضرورة التركيز على بث مواد ترويجية ومقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعى حول العالم مستغلين ماقاله ملوك ورؤساء وقادة حكومات العالم عن مصر ومتحفها وأمنها وأمانها.


سابعاً: لابد من العمل على إقامة عدد كبير من الفنادق بالمنطقة المحيطة بالأهرامات والمتحف المصرى الكبير والمناطق القريبة لاستيعاب الزيادة المتوقعة فى أعداد السياح الأجانب.


أعلم أنه كانت هناك محاولة واحدة عام 2001 لإقامة بورصة القاهرة السياحية فى عهد الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة الأسبق رحمه الله ، وتم تنظيمها بمعرفة المسؤول عن تنظيم بورصة ميلانو الإيطالية، لكنها لم يكتب لها النجاح فلم تتكرر المحاولة، على الرغم من مشاركة أكثر من ألف وأربعمائة شركة وفندق وجامعة ومدرسة متخصصة فى مجال السياحة على مستوى العالم من أعضاء نادي "ميريديان" الذي كان يضم فى عضويته وقتها 20 ألفاً من كبار الشركات السياحية والفندقية في العالم بالإضافة إلى 200 شركة سياحية أخرى تم دعوتها من خلال مكاتب تنشيط السياحة وشركة مصر للطيران في غالبية دول العالم و200 شركة أمريكية أخرى متخصصة في سياحة الحوافز.


 ربما لم تسمح الإمكانيات بتكرار المحاولة، وربما كانت هناك عراقيل أخرى أو عدم وجود إرادة سياسية كافية للاستمرار فى هذا الاتجاه، ولكن الآن الإرادة السياسية قوية وغير مسبوقة بأهمية العمل على تنمية القطاع السياحى ليكون قاطرة التنمية فى مصر خلال الفترة المقبلة، الآن الإمكانيات المصرية أصبحت افضل، الآن العلاقات مع دول العالم فى أحسن حالاتها، فلا حجة أمام القائمين على قطاع السياحة المصرى فى عدم تحقيق الانطلاقة المنشودة، واستغلال البداية القوية لهذه الانطلاقة بالافتتاح الأسطورى المبهر للمتحف المصرى الكبير، والاستفادة من جهود السيد الرئيس فى دعم وتقوية العلاقات المصرية مع كل دول العالم.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق