"الانشغال السياسي"... بوابة نتنياهو للهروب من المحاكمة؟ - المصدر 7

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الانشغال السياسي"... بوابة نتنياهو للهروب من المحاكمة؟ - المصدر 7, اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 06:39 صباحاً

المصدر 7 - تتواصل فصول محاكمة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وسط جدل متصاعد بشأن محاولاته المتكررة لتأجيل جلسات محاكمته، إذ وافقت المحكمة المركزية الاسرائيلية الأحد على إلغاء جلسة كانت مقرّرة الاثنين، بعدما تذرّع نتنياهو بانشغاله بـ"اجتماعات سياسية عاجلة". ويأتي هذا التطور في وقت حسّاس تشهد فيه الساحة الإسرائيلية تحركات ديبلوماسية مكثفة في إطار جهود واشنطن لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة. غير أنّ قرار المحكمة الأخير أثار تساؤلات حيال مدى تأثير موقع نتنياهو السياسي على سير العدالة، وما إن كانت هذه التأجيلات المتكررة تمثّل محاولة للهروب من المساءلة القضائية تحت غطاء الانشغالات الحكومية.

وأفاد موقع "واي نت" الاسرائيلي بأن نتنياهو أرفق بطلبه مغلّفاً سرّياً موجّهاً إلى هيئة المحكمة، يتضمّن تفاصيل اللقاءات والوفود الديبلوماسية التي سيجتمع بها الاثنين، مشيراً إلى أن جدول أعماله "لا يسمح له بالمثول أمام المحكمة في الموعد المحدّد".

وأتى طلب نتنياهو تزامناً مع زيارة رسمية للمبعوثين الأميركيين، صهر الرئيس دونالد ترامب جاريد كوشنر ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، لإسرائيل، وفقاً لما كشفته هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، لافتةً إلى أن المبعوثين سيلتقيان بنتنياهو ومسؤولين في حكومته.

وبحسب الهيئة الإسرائيلية، جاءت زيارة كوشنر وويتكوف لإسرائيل في إطار المساعي الأميركية لحلّ أزمة عناصر حركة "حماس" العالقين في أنفاق بحيّ الجنينة في رفح، في المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي في المدينة، وبموازاة ذلك، مواصلة دفع الجهود نحو استكمال تنفيذ خطة ترامب لـ"إنهاء الصراع الشامل في قطاع غزة" التي وقّعت عليها إسرائيل و"حماس" قبل أكثر من شهر.

 

بنيامين نتنياهو (وكالات)

 

وفي هذا الصدد، يقول محللون لـ"النهار" إن جلسة المحاكمة يوم الاثنين تأجلت فقط لأن لدى نتنياهو اجتماعاً مع كوشنر وويتكوف بخصوص موضوع المقاتلين العالقين في رفح وقضايا أمنية أخرى، وبطبيعة الحال تم تأجيلها و"ما من مشكلة" في هذا الشأن.

ومع ذلك، هذه ليست المرّة الأولى التي يتذرّع فيها نتنياهو بانشغالاته أو بظروف أمنية وأخرى صحّية. وسبق أن تهرّب من المثول أمام المحكمة، بزعم السفر، أو انشغاله بتطورات حرب غزة على مدار عامين.

وبحسب موقع "كان" التابع لهيئة البث الإسرائيلية، كان من المفترض أن يدلي نتنياهو بإفادته 3 مرات أسبوعياً اعتباراً من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، لكن ذلك لم يتحقق حتى الآن، إذ أُلغيت عدة جلسات خلال الفترة الماضية.

ويقول الكاتب في جريدة "الأيام" الفلسطينية أكرم عطاالله لـ"النهار" إن "هذه ليست المرة الأولى التي يُلغى فيها حضور نتنياهو أو تُلغى محكمة واحدة من جلسات محاكماته الطويلة"، مشيراً إلى أنه "في كل مرة يستخدم نتنياهو ما يكفي من المبرّرات لإلغاء المحاكمات، وربما تُهيّأ التزاماته أو توقيت التزاماته بمواعيد المحكمة حتى  يقدمها كمبرر".

ويضيف عطاالله: "نتنياهو يحاول أن يماطل بقدر الإمكان  إلى حين أن يتم الإعفاء عنه أو أن تصاغ قوانين جديدة أو يحدث تغيير في المحكمة أو أن يصل إلى الانتخابات قبل أن يُتخذ قرار أو إدانة بحقه، بمعنى أنه يلعب على عنصر الوقت حتى يحدث تغيير ما سواء في تركيبة القضاء أو في المحكمة نفسها أو سواء الوصول إلى الانتخابات قبل أن يُدان، أو اتخاذ إجراء بالكنيست أو سن قانون ضد محاكمة رئيس الوزراء".

ويلفت إلى أنه "يجري الحديث عن ذلك في الدوائر الإسرائيلية، عن تغيير بعض القوانين، بمعنى أن هناك ظروفاً يمكن أن تنشأ وتلغي المحاكمات ضده".

ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات تستلزم سجنه في حال إدانته، بينما يرفض الاعتراف في أيّ منها.

وفضلاً عن محاكمته محلياً، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه وبحق وزير دفاعه السابق يوآف غالانت، في 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، بسبب ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في حق الفلسطينيين بقطاع غزة.

تواصل محاكمة نتنياهو إثارة الجدل في الأوساط الإسرائيلية، مع تكرار تأجيل الجلسات بحجج سياسية وأمنية. وبينما يرى مؤيدوه أن انشغالاته الحكومية تبرّر التأجيل، يعتبر منتقدوه أنه يستغل منصبه للتهرب من العدالة. وبين المماطلة والتبرير، يبقى مصير محاكمته معلقاً بين الحسابات السياسية والضغوط القضائية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق