نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"بُكرا إلنا"... "النهار" و"اليونيسف" تحتفلان بيوم الطفل العالمي - المصدر 7, اليوم الأربعاء 19 نوفمبر 2025 08:01 مساءً
المصدر 7 - لم يكن مبنى "النهار" في وسط بيروت أكثر امتلاءً بالحياة ممّا كان عليه عشية الاحتفال بيوم الطفل العالمي. ضحكات الأطفال ملأت الاستديو، وخطواتهم الصغيرة أحدثت صخبا جميلاً، فيما علت أصواتهم كجوقة واحدة تُعلن بثقة: "بكرا إلنا".
بهذه الروح احتفلت "النهار" و"اليونيسف" بيوم الطفل العالمي، في مبنى النهار في وسط بيروت، بمشاركة رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" نايلة تويني، وممثّل منظمة "اليونيسف" في لبنان ماركو لويجي كورسي وزير الإعلام اللبناني بول مرقص، وحضور السفير الهولندي في لبنان فرانك مولن، السفير الياباني في لبنان ماغوشي ماسايوكي، السكرتير الأول لدى سفارة كندا أمل عزوز، إضافة إلى جمع من التربويين والاختصاصيين والأطفال.
داخل "نيوز كافيه"، تبدلت قواعد المشهد الصحافي التقليدي. جلس الأطفال في المقاعد الأمامية، يحملون جرأة السؤال، ويتولّون دور الصحافيين الذين يواجهون وزير الإعلام وتويني وممثل اليونيسف بأسئلة مباشرة، بريئة في ظاهرها، عميقة في جوهرها، كأنّهم يُعيدون تعريف معنى الحقيقة.
من الجلسة النقاشية في استديو النهار.
ابتسم ممثل اليونيسف ماركو كورسي وهو يتوجّه إليهم قائلاً: "أنتم مستقبل هذا البلد… وقد كنتم مذهلين. طاقاتكم كبيرة وتستحق أن تُسمَع".
أسئلة تتجاوز العمر
أحد الأطفال سأل وزير الإعلام: "لو امتلكتَ قوة خارقة… ماذا كنتَ ستُغيّر؟" ابتسم الوزير قبل أن يجيب محذّراً: "التكنولوجيا خطرة إذا أسيء استخدامها. لا ينبغي لكم استعمال الهاتف أكثر مما تدعو الحاجة، ولأغراض الدراسة أو الحصول على معلومة فقط، كي لا تقعوا في فخّ إدمان الشاشة".
ثمّ تحدّث عن تجربته مع أولاده الأربعة: أعلّمهم إدارة الوقت واحترامه، وكيفية توظيف المعلومة في المكان والزمان المناسبين".
وسأله طفل آخر: "كوزير إعلام، كيف تحمينا من الإعلام؟" فأجاب:"من خلال حماية هويتكم في الحوادث والمشاهد العنيفة… ومنع إظهار وجوهكم في المحتوى الذي قد يؤذيكم. علينا تدريب الإعلام على احترام حقوق الطفل".
نايلة تويني... رسالة أمّ وصحافية
وقفت نايلة تويني أمام الأطفال، تحمل في نبرتها دفء الأم وصرامة الصحافية، وقالت: "عليكم أن تحبّوا بعضكم دائما… أنتم مستقبل هذا الوطن، ومستقبلكم جميل. الثقافة أساسية، والاستماع للرأي والرأي الآخر ضرورة، لأننا نريد أن نعيش بسلام".
وأضافت بنبرة تأثّر واضحة: "لا أحتمل رؤية طفل موجوع أو جائع أو يعيش ويلات الحرب. الصحافة بالنسبة إلينا رسالة، ومسؤولية".
وعندما سألتها طفلة: "إذا أردتِ تغيير شيء في الإعلام، ما الذي تغيّرينه؟" أجابت: "أن يكون الصحافي مسؤولاً، متأكّدًا من صحّة الخبر، ساعيا دائما إلى الحق والسلام."
وفي سؤال آخر: "وإذا كتبنا نحن الأطفال في الجريدة… ماذا سيتغيّر؟"
قالت: "ستصل حقوقكم، وستُعبّرون عن آرائكم، وتُخبرون الكبار بما تريدونه وما تحلمون به. في النهار دائما مساحة لأصواتكم، واليوم نعزز هذا الدور من خلال تعاوننا مع وزارة الإعلام واليونيسف والمدارس والجامعات، ليكون الطفل محرّراً ومشاركاً في صناعة مستقبله".
الأطفال المشاركين في الحفل.
وفي معرض رده على أسئلة الأطفال المشاركين، شدّد كورسي على أهمية إحياء اليوم العالمي للطفل الذي يصادف في 20 تشرين الثاني/نوفمبر، والذي يشكّل "الوعد الذي التزم به العالم منذ 36 عاماً"، وفق تعبيره.
وقال كورسي إنّه رغم الجهود المبذولة عالمياً ومحلياً، ما زال العديد من الأطفال يحرمون من حقوقهم الأساسية، مضيفاً: "هذا يحدث في دول كثيرة، لكن في لبنان تحديداً يبقى الوضع أكثر صعوبة. أطفال كثر لا يستطيعون الوصول إلى حقوقهم الطبيعية، ويبقون ضحايا للأزمات المتتالية".
وأشار إلى أنّ الأزمات الاجتماعية وانعدام الاستقرار أدّيا إلى "تحديات إضافية تعيق حصول الأطفال على حقوقهم"، لكنه في المقابل أكّد أنه خلال الأشهر التي أمضاها في لبنان، لمس "قوّة المجتمع اللبناني وصموده"، وقال: "التقيت أطفالاً وطلاباً وأهالي يملكون رغم كل شيء أحلاماً وآمالاً وإصراراً على المشاركة وبناء مستقبل أفضل".
وأضاف: "نقول دائماً إنّ أطفال اليوم هم مستقبل الغد، لكن يجب ألا ننسى أنهم بحاجة إلى الرعاية الآن، في هذه اللحظة".
ووجّه كورسي رسالة مباشرة للأطفال:"لا تتوقفوا. نحن إلى جانبكم. سنقف معكم، ويمكنكم دائماً أن تلجأوا إلينا. كل محاولة تقومون بها تجعلكم أقوى".
واختتم كلمته بشكر "اليونيسف" و"النهار" على شراكتهما الدائمة، مؤكداً أهمية التواصل الدائم مع الأطفال وأهمية أن يسألوا ويتحدثوا بحرية: "نحن قريبون منكم… نشعر بكم… وهذا اللقاء هو دليل على ذلك".
ملحقٌ بأقلام صغيرة، وأحلام كبيرة
وفي الملحق الذي افتتحته اللبنانية الأولى نعمت عون، كانت الرسالة واضحة: "أنتم الأساس الذي يُبنى عليه الغد، والركيزة التي يستند إليها لبنان في تطلّعه نحو المستقبل" وتتضمن تحقيقات تربوية واجتماعية وصحية ومواضيع تتعلق بالتعليم والتغذية والصحة والتكنولوجيا وأثرها على الطفل.
ضمّ الملحق رسومات لأطفال من مدارس عدة، عكست رؤيتهم للعالم: ألوان مشتعلة، وجوه مبتسمة، حمامات سلام، وبوحًا صادقًا لا يتقنه سوى الأطفال.
وتم عرض ريبورتاج من إعداد الأطفال أنفسهم، صُوّر في مكاتب "النهار"، طرحوا خلاله أسئلة جريئة، أسئلة قد يتردد الكبار في نطقها، لكنهم قالوها بوضوح الطفل الذي لا يعرف الالتفاف حول الحقيقة.
وقبل المغادرة، عادت الصرخة التي بدأت بها الاحتفالية، صرخةٌ تشبه وعداً: "بُكرا إلنا!"















0 تعليق