المصدر 7 - في صباحٍ يضجّ بنبض الفن، افتتح ولي عهد أبوظبي ورئيس المجلس التنفيذي للإمارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، الدورة السابعة عشرة من "فن أبوظبي" في منارة السعديات؛ ذلك الفضاء الذي يتحوّل كل عام إلى خريطة نابضة للخيال العالمي، وإلى همسة تقول إن الفن ما زال قادراً على جمع العالم تحت سقفٍ واحد.

سار ولي العهد بين أروقة المعرض كمن يصغي إلى حوار خفيّ بين الألوان والأشكال. تأمّل أعمال 142 صالة فنية جاءت من 34 بلداً، بينها 53 صالة تزور أبوظبي للمرة الأولى، حاملة معها نبرة جديدة في هذا الحوار الكوني. رافقه في جولته نخبة من المسؤولين والديبلوماسيين وروّاد الثقافة، في مشهد بدا أقرب إلى احتفال بالفن بوصفه لغةً لا تحتاج إلى ترجمة.

وشدّد على أنّ "فن أبوظبي" رؤية تسعى الإمارة من خلالها إلى ترسيخ مكانتها عاصمة للحوار الثقافي العالمي، ومركزاً تتقاطع فيه المواهب وتتلاقى فيه الأفكار. وأشار إلى أنّ المعرض بات نموذجاً تحتذي به المدن في الجمع بين الفن والاقتصاد والثقافة، وفي إعلاء قيمة الهوية الإماراتية من خلال إبراز تراث الدولة وتقاليدها الفنية.

وأثنى ولي العهد على ما حقّقه "فن أبوظبي" من حضور متنامٍ ونجاحات متواصلة، مؤكداً أنّ هذا الحدث يوسّع فضاء الإبداع، ويخلق فرصاً جديدة، ويدعم الفنانين المحليين والعالميين على حدّ سواء، ويدفع المؤسسات الثقافية للتعاون على نحو أعمق وأكثر ابتكاراً.

من الأعمال المعروضة في “فن أبوظبي“.

هذا الزخم الدولي الذي يشهده المعرض يتناغم مع مهمة دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في بناء منظومة ثقافية حيّة، نابضة وممتدة نحو المستقبل. فالمبادرات التي تحتضنها الإمارة، وعلى رأسها "فن أبوظبي"، تأتي استكمالاً لمسار يهدف إلى تكريس التميّز الفني وتشجيع تبادل الخبرات، وتطوير قطاع ثقافي يعتمد على الابتكار بوصفه محرّكاً للتقدم.

وفي هذا السياق، قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي محمد خليفة المبارك إنّ المعرض يعكس مكانة العاصمة كمنارة للفن العالمي، مؤكداً أنّ الثقافة، في رؤية الإمارة، جسر يربط الناس والأفكار والأجيال، وأنّ الاستثمار في الإبداع هو استثمار في مستقبل أكثر استدامة. وأشار إلى أنّ النمو المتواصل للمعرض يبرهن على قيمة هذا الاستثمار الطويل الأمد في المشهد الثقافي.

من الأعمال المعروضة في “فن أبوظبي“.

ويقدّم "فن أبوظبي" هذا العام تنويعة واسعة من الرؤى الفنية، من تسليط الضوء على نيجيريا بالتعاون مع وزارة الفن والثقافة والسياحة والصناعات الإبداعية النيجيرية، إلى عرض الفن المعاصر من تركيا، مروراً بأعمال فناني الخليج، وصولاً إلى "صالون مقتني الفنون" الذي يعود بمجموعة مختارة من التحف والمخطوطات والأعمال الفريدة.

أما الحملة البصرية لهذا العام، فتوقّعها الفنانة الإماراتية شيخة المزروع، في تعبير بصري يجسّد روح التجريب والابتكار التي تميز المشهد الفني الإماراتي المعاصر.

ولي عهد أبوظبي في المعرض.

ويحظى "فن أبوظبي 2025" بدعم مجموعة من الشركاء الرئيسيين، من الدار العقارية إلى بنك HSBC، ومن مجموعة بي إم دبليو الشرق الأوسط إلى "تدوير" ومستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، في تحالف يعكس إيماناً مشتركاً بأن الثقافة ليست حدثاً عابراً، بل مشروعاً ممتداً لصناعة الجمال وتعزيز الابتكار وتوسيع آفاق التعاون العالمي.