المصدر 7 - في اكتشاف أثري استثنائي، نجح فريق من علماء الآثار تحت الماء في انتشال أربعة رماح من قاع بحيرة ليدنيتسا البولندية، يعود تاريخها إلى العصور الوسطى. غير أن المفاجأة الأبرز كانت رمحًا مزخرفًا بطابع ملكي، يوحي بأنه ملك لأمير أو أحد كبار النبلاء.

الرمح المذهل جاء مطليًا بالذهب والفضة والبرونز، ومزدانًا بنقوش حلزونية ورموز هندسية معقدة من نوع تريسكيليون، إضافة إلى “أجنحة” معدنية عند القاعدة، ما يعكس مكانته كرمز للقوة أو شارة فخر محارب رفيع المستوى، أكثر منه سلاحًا للاستخدام القتالي.

كما عثر الباحثون على رمح صغير لا يزال مثبتًا على ساقه الخشبية المصنوعة من الدردار بطول مترين، في حالة حفظ نادرة للغاية، إذ لم يُسجل سابقًا سوى اكتشافين مشابهين في البحيرة نفسها. وأوضح البروفيسور أندجيه بيدين، مدير مركز علم الآثار تحت الماء بجامعة نيكولاس كوبرنيكوس، أن أحد الرماح مزوّد بحلقة مصنوعة من قرن الوعل، ما يجعله “قطعة فريدة لا مثيل لها”.

تقنيات متقدمة تكشف براعة صُنّاع السلاح

إلى جانب الرمح الفاخر، وثّق الفريق وجود رمح رشيق يشبه ورقة الصفصاف، وهو تصميم شائع في أوروبا خلال العصور الوسطى المبكرة، إضافة إلى رمح رابع صُنع بتقنية اللحام الطبقي التي تدمج الحديد منخفض وعالي الكربون عبر طرق متكرر، وهي من أدق وأرقى تقنيات الحدادة آنذاك.

بحيرة تفيض بالأسرار… لماذا كل هذه الأسلحة في القاع؟

تُعد بحيرة ليدنيتسا من أغنى المواقع الأثرية تحت الماء في أوروبا الوسطى، حيث كُشف عبر أربعة عقود عن 145 فأسًا و64 رأس رمح و8 سيوف. ومع ذلك، لا يزال سبب وجود هذا الكم الهائل من الأسلحة في قاعها لغزًا حيّر الباحثين.

إحدى الفرضيات ترجّح أن هذه الأسلحة سقطت في الماء خلال الصراعات التي أعقبت وفاة الملك ميشكو الثاني عام 1034، حين غزا الأمير التشيكي بريتيسواف المنطقة ونهب مواقع عدة، وربما وقعت الأسلحة أثناء اشتباكات فوق الجسور أو خلال معارك بالقوارب.

بينما يعتقد آخرون أن بعض هذه القطع قد تكون قرابين طقسية أُلقيت في البحيرة لاسترضاء الآلهة، خصوصًا في تلك الفترة التي شهدت فيها بولندا انتقالًا تدريجيًا من الوثنية إلى المسيحية.

بحث متواصل… وأسرار في الطريق

ويُجري العلماء حاليًا تحاليل باستخدام تقنية الأشعة السينية للكشف عن التركيب المعدني للحراب وتحديد مصادرها وطرق تصنيعها، فيما تتواصل أعمال التنقيب على أمل أن تكشف البحيرة قريبًا عن فصل جديد من أسرار العصور الوسطى المدفونة في أعماقها.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك