المصدر 7 - شهد محافظة الإسكندرية طفرة هائلة في المشروعات القومية التي نجحت في تحويل مواقع العمل إلي ساحات إنتاج وتدريب. وبيئات تشغيل حقيقية تستوعب آلاف العمال والمهندسين والفنيين يوميًا، ومع التوسع في مشروعات النقل والتحلية والصناعات الهندسية، أصبحت العاصمة الثانية لمصر نموذجًا واضحًا لكيف تصنع التنمية فرصًا متواصلة على الأرض.

يؤكد النائب أحمد شعبان، عضو مجلس الشيوخ، أن مشروع مترو أبو قير يُعد أحد أهم المشروعات القائمة التي خلقت وما زالت تخلق فرص عمل ضخمة ومتنوعة والمشروع ليس مجرد نقلة نوعية في منظومة النقل الجماعي، بل هو ورشة عمل كبري تضم آلافًا من العمال والمهندسين والفنيين منهم عمال مدنيون للحفر وبناء الأنفاق والكباري العلوية وفنيّو كهرباء واتصالات لتجهيز الشبكات الحديثة ومهندسين  نظم متخصصون في الإشارات والتحكم.. كما فتح المشروع الباب أمام مئات الشركات المحلية العاملة في الخرسانة والحديد والنقل اللوجستي، ما ولّد فرصًا غير مباشرة في النقل، والتخزين، والخدمات.. ومع تقدّم الأعمال. تحوّلت ورش المشروع إلي مدرسة تدريب حقيقية للشباب الراغبين في اكتساب مهارات تقنية جديدة.

ويضيف شعبان أن أعمال تطوير ترام الرمل القائمة بالفعل. أحدثت نقلة نوعية في تشغيل العمالة المحلية، إذ لم يقتصر المشروع علي استبدال عربات قديمة، بل شمل إنشاء ورش متطورة لصيانة عربات الترام وتشغيل عمال ميكانيكا وكهرباء متخصصين وفتح فرص تدريب لطلاب كليات الهندسة والنقل الذكي وتشغيل شركات مقاولات صغيرة في أعمال الأرصفة والخدمات المحيطة ومع توسّع الورش، أصبح المشروع ساحة تدريب متكاملة للحرفيين في أعمال اللحام والدهانات والميكانيكا الدقيقة.

النائب السابق أحمد مهنا يشير إلي أن محور التعمير هو أحد المشروعات التي تمتد مراحلها عبر مناطق واسعة من الإسكندرية، ومع كل توسع جديد تظهر عشرات الوظائف لافتا إلي أنه يعمل بالمشروع عمال إنشاءات علي الكباري والجسور الخرسانية مهندسين طرق يشرفون علي التسوية وتثبيت التربة وسائقين معدات ثقيلة للنقل والردم، كما تولد المشروعات المحيطة به وظائف غير مباشرة في المحال والكافتيريات والخدمات المؤقتة.. والأهم، أنه يمهّد لخلق فرص دائمة في المناطق الاستثمارية الجديدة التي يفتحها أمام المستثمرين.

ويؤكد مهنا أن مجمع الصناعات الهندسية التابع لقطاع النقل داخل مدينة برج العرب الصناعية هو من المشروعات التي خلقت وظائف مستدامة لا موسمية ويعمل داخله عمال مصانع في اللحام والتجميع والدهانات ومهندسين جودة ومراقبة إنتاج وفنيون متخصصون في تصنيع مكونات السكك الحديدية، كما يعتمد المشروع على سلسلة واسعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة، ما يضاعف فرص التشغيل غير المباشر في النقل والتخزين وورش التشغيل.

يقول المهندس محمد عبد الحليم، عضو نقابة المهندسين، إن الإسكندرية تعمل على إنشاء وتطوير عدد من محطات تحلية مياه البحر، وهي مشروعات تشغيل حقيقية في قطاعات متخصصة وتحتاج المحطات إلي فنيي تشغيل وصيانة وكيميائيين لمراقبة جودة المياه وعمال ميكانيكا لإصلاح الشبكات والمضخات كما توفّر فرصًا للشركات العاملة في خطوط الأنابيب والأعمال المدنية مشيرا الي أن  الإسكندرية تعتمد اليوم على مشروعات متنوعة تخلق نوعين من فرص العمل وظائف مؤقتة أثناء الإنشاء مثل الحفر، البناء، ورش الطرق ووظائف دائمة ومستقرة في المصانع ومحطات التحلية والمشروعات التشغيلية، ورغم اختلاف طبيعة المشروعات، يبقي القاسم المشترك بينها أنها تعتمد بشكل مباشر علي العمالة المحلية، ما يساهم في تقليل معدلات البطالة ويفتح آفاقًا واسعة للتدريب واكتساب الخبرات، وتثبت المشروعات القومية القائمة في الإسكندرية اليوم أن التنمية ليست مجرد طرق أو مباني، بل منظومة تشغيل حقيقية تُعيد تشكيل حياة الآلاف من الأسر، ومع استمرار هذه المشروعات في السنوات المقبلة، تبدو الإسكندرية في طريقها للتحول إلي مدينة أكثر تطورًا، واقتصادًا أكثر حيوية، وفرصًا أكثر استدامة لشبابها.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل