نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
طوبى لمَن لا أكون له حجرَ عثرة - المصدر 7, اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 11:41 صباحاً
المصدر 7 - الاب ايلي قنبر
1."ثُمَّ أعطاهُمُ أرْضَ شُعُوبٍ أُخْرَى"
" يَهوَه هُوَ إلَهُنا، وَأحكامُهُ عَلَى كُلِّ الأرْض". بهذه الكلمات توجَّه داود في المزمور 105 إلى إلَهِه شاكراً له ما صنعه له ولـ"شعبِه".
لكن في كلامه تعميمٌ خطيرٌ إذ إن أحكام "يَهوَه" تطاول "كلَّ الأرض". والأخطر يكمُن في أنّ إلَههُ "أعطاهُمُ أرْضَ شُعُوبٍ أُخْرَى". ويُضيف داود: "بِل قالَ: "أُعطِيكَ أرْضَ كَنْعانَ لِتَكُونَ نَصِيبَكَ مِنَ الأملاكِ". فَعَلَ هَذا حِينَ كانُوا قِلَّةً وَغُرَباءَ فِي الأرْضِ. جالَ هَؤُلاءِ الآباءُ مِنْ شَعبٍ إلَى شَعبٍ، وَمِنْ مَملَكَةٍ إلَى أُخْرَى. لَمْ يَسمَحْ لأحَدٍ بِأنْ يُسِيئَ مُعامَلَتَهُمْ".
ويذهب داود، في مطرحٍ آخَر من المزمور18: 484، إلى الاعتراف جَهاراً بأن "أَللهُ هُوَ ٱلمُنتَقِمُ لي، وَمُخضِعُ ٱلشُّعوبِ تَحتي". أي أنّ هناك مَن استبدّ بداود وشعبه وقد انتقمَ لهُ إلَهُه وأخضع له مَن تحكَّم به وعامله بالسُّوء. لا بل يُضيف: "كَثَّرَ اللهُ شَعبَهُ كَثِيراً، فَصارُوا أعظَمَ وَأقوَى مِنْ أعدائِهِمْ"، و"أَوَرَثُه ثَمَرَ تَعَبِ الغُرَباء". أمّا أن ذاك الشعب فصار "أقوى من أعدائهم" فهذا أمرٌ واقع اليوم وحتّى إشعارٍ آخَر - لأن هناك "فكرة... مفادها أنه قد لا تكون هناك إسرائيل مستقبَلًا"، كما هو شائع في الكَيان الغاصِب. لأجل ذلك يتمّ "الاحتفاظ بالنتاج الثقافي والعلمي الإسرائيلي تحسباً لزوال الدولة... في مكانٍ آمنٍ ومستقرٍّ سياسياً".
هنا لا بُدَّ من التذَكُّر بأنّ داود "العهد القديم" تقمَّص في الصهيونيّة وينتقم اليوم أيضاً مِمَّن تَسبَّبوا لهُ بالهُولوكُوست في النصف الأوّل من القرن العشرين، وهو يُدَفِّعُهم مع سائر شعوب الأرض الثَمن الـ"بِلَا حَدّ".
2.الرأسماليّة تدَّعي "الانتصار على الله"
قدَّمت الرأسماليّة نفسها على أنّها "الوصفة الغربيّة السحريّة لحلّ المشكلات". غير أنّ الأبرز من أزماتها تبقى "تلك التي رأت في الإنسان ُمستَهلِكاً يجب مصُّ دمِه وطَحن عظامه". لكنّها اعتبرَت "أن الأزمات التي أنتجتها... تولّد فرصاً لمزيد من الأرباح، فلمَ معالجة الأزمات؟ نظام حوَّل كلّ شيء إلى سلعة بما فيها الفرح والبهجة إذ "أوجدت لهما الرأسمالية حبوباً ومُهَلوِسات تنقلك إلى عالم من الوهم". ليست مَهمَتها
أن تحلّ المشكلات، بل أن تُديرها بطريقة تضمن استمرار تدفّق الأرباح".
ويُضيف ياسين: "كلّما ازداد الألم البشري، ازداد حجم "الفُرَص الاستثمارية".
وفي عالم التكنولوجيا، "ذلك الإله الجديد"، التطبيقات الرقَميّة المذهلة "صنعت معها أزمات غير مسبوقة. لكن ما الذي أوصلنا إلى نقطة الّلارجوع هذه؟ سؤال يُشكِّل خطراً على تلك الشركات. المهمّ "ألَّا تهدر أزمة إطلاقاً بل تُحوّلها إلى فرصة، تُسوَّق بحِرَفيّة، وتُباع في عثبُوَّة أنيقة، ويشتريها مُستهلكون يَلعنون الرأسمالية". أليسَ كذلك؟

3."فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَة"
في أحد الأيّام، وبعد طرده من الناصرة "حيث كان قد تربَّى"، "انْحَدَر (يسوع) إِلَى كَفْرِنَاحُوم". وفيما كان مجتازٌ فيها، "رأى إنساناً جالساً إلى مائدة الجباية، فقال لهُ "اتبعني"، فقام وتبعه". ودعاه إلى بيته حيث اتّكأ مع جمعٍ من العشّارين والخطأة، فاستفزًّ - كعادته - الفرِّيسيِّين الذين كانوا يتربّصونه.
عُرِف يسوع باحتضانه للخطأة والمنبوذين أنّى وُجِدوا. ففي عماده خالط جمهورهم وكان واحداً معهم، وعند موته صُلِب بين لِصًّين. كان اسماً على مُسمَّى،"اللهُ معنا". لقد اتَّسمَت علاقته بهم بالصداقة والرحمة، إلى التفهُّم والتعاطُف، بلا احتقار ولا نفاد صبر. وبهذا كان استِفزازيّاً للفرِّيسيّن والكتبة ورؤساء الكهنة تحديداً، وكانت سُمعته مُجزِيَة لدَيهم. لقد كان يسوع خبيراً في انتِهاك الشرائع والعادات السائدة: لننظُر تعامله مع المرأة الخاطئة التي مسحَت رِجلَيه بالطِّيب؛ و"دخوله إلى بيت رجلٍ خاطݵ"، زكّا العشّار، وتناوله الطعام إلى مائدته؛ كما مشاركته الطعام في بيت سمعان الأبرص. يكفي تصريحه في الهيكل بأعلى صوته: "الحقَّ اقول لكم: إنّ العشّارين والعواهِر يسبِقونكم إلى ملكوتِ الله". نعم، لقد سبَّب شكًّا لكثيرين". يسوع تخطّى القوانين الجائرة والتميِيزيّة من دون
إبطاء ومن دون توقُّف لصالح الإنسان المسحوق، غير آبِهٍ لأيّ انتقاد في غير محلّه. أليسَ هو القائل: "طوبى لمَن لا أكون له حجرَ عثرة"؟
الدينونة حول كلّ ما يمَسُّ أخواتنا وإخوتنا آنيّة وفعليّة. ومَن يقوم بإخراج يسوع من حياته يخسر نفسه. أوَليسَ هذا ما يقوم به الشرِّير اليوم في جنوب لبنان وفي غزّة وفي السودان وفي بلدان أُخرى من خلال إطلاق حروب الإبادة والتدمير وكلّ ما يفتل الحياة ويُشوِّهُها في مجتمعات البشر على صخيد التكنولوجيا ؟!












0 تعليق