المصدر 7 - في قلب بعض القارات، تختبئ بحيرات لا تشبه أي مياه عرفناها على الأرض. هذه البحيرات ليست مجرد مسطحات طبيعية عادية، بل مصادر خطر قاتل لكل من يقترب منها. تحوي مياهها على تركيبات كيميائية سامة تجعلها قادرة على قتل الإنسان والحيوان فور التعرض المباشر.

تتركز هذه البحيرات بشكل خاص في قارتي إفريقيا وآسيا، وتثير فضول العلماء والباحثين الذين يدرسون الظروف الجيولوجية والكيميائية الفريدة التي تجعل هذه المسطحات مميتة.

بحيرات قاتلة

بحيرة نترون – تنزانيا، إفريقيا

تعتبر بحيرة نترون واحدة من أخطر البحيرات في العالم:

مياهها تحتوي على تركيزات عالية من الكربونات والقلويات، تجعل الرقم الهيدروجيني مرتفعًا جدًا. تسبب احتراق الجلد والأنسجة عند ملامستها مباشرة. تشتهر بتحويل الحيوانات التي تسقط فيها إلى هياكل متحجرة بسبب القلوية العالية. البحيرة تقع بالقرب من البراكين، ما يزيد من تركيز المعادن السامة، ويحولها إلى خطر طبيعي مستمر للطيور والحيوانات التي تشرب مياهها.

بحيرة كايانغ – الصين، آسيا

تُعرف بحيرة كايانغ بكونها مليئة بالمعادن الثقيلة والغازات السامة:

تحتوي على تركيزات عالية من الزئبق والزرنيخ، نتيجة النشاط البركاني والتعدين المحلي. أي تعرض مباشر لمياهها يمكن أن يؤدي إلى تسمم فوري أو أمراض خطيرة. رغم جمالها الطبيعي، تُعد منطقة محظورة للسباحة والصيد حفاظًا على السلامة.

بحيرة كونوما – اليابان، آسيا

تشتهر هذه البحيرة بكونها بحيرة حمضية بركانية:

تنتج الغاز البركاني سام مثل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد الكربون. مياهها شديدة الحموضة، ما يجعلها غير صالحة لأي شكل من أشكال الحياة. تُلاحظ طبقات من الرواسب المعدنية الملونة، والتي تعكس نشاط البراكين تحت سطح البحيرة.

بحيرة أوجي – اليابان، آسيا

تعد بحيرة أوجي مثالًا آخر على البحيرات القاتلة:

مياهها تحتوي على غازات سامة ومواد معدنية ثقيلة. تُشكل خطرًا على الحيوانات الصغيرة والطيور التي تحاول شرب مياهها. رغم ذلك، تشتهر بمناظرها الخلابة وطبقاتها الملونة التي تجذب العلماء والمصورين.

بحيرة أوي – كازاخستان، آسيا

تشتهر هذه البحيرة بكونها بحيرة ملحية ومعدنية عالية السمية:

تركيز الملح والمعادن الثقيلة يجعل المياه قاتلة للكائنات الحية. أي ملامسة مباشرة تؤدي إلى حروق الجلد والأنسجة. تعتبر مثالًا على التنوع الجيولوجي القاسي في قارة آسيا.

لماذا تكون بعض البحيرات قاتلة؟

تعتمد البحيرات السامة على عدة عوامل طبيعية:

النشاط البركاني: البراكين تطلق المعادن الثقيلة والغازات السامة في المياه. التركيز العالي للمعادن: مثل الزئبق، الزرنيخ، والكادميوم التي تكون سامة للإنسان والحيوان. الظروف الكيميائية الخاصة: بعض البحيرات تكون قلوية جدًا أو حامضية جدًا، ما يجعلها قاتلة عند أي تعرض مباشر. العزلة الجغرافية: غالبًا ما توجد هذه البحيرات في مناطق نائية، ما يمنع أي تدخل بشري مباشر لتقليل المخاطر.

البحيرات السامة في إفريقيا وآسيا ليست مجرد أماكن طبيعية، بل عوالم خطرة تحمل أسرار الجيولوجيا والكيمياء الطبيعية. من بحيرة نترون في تنزانيا إلى البحيرات البركانية في اليابان، تشكل هذه المسطحات تذكيرًا بقدرة الطبيعة على الجمع بين الجمال والخطر في آن واحد.

للباحثين والمصورين، تمثل هذه البحيرات فرصة علمية فريدة لدراسة التركيب الكيميائي والبيئي، بينما بالنسبة للزوار، فهي تحدٍ للسلامة والتوعية بأهمية احترام الطبيعة.