عالم الفضاء مليء بالألغاز والكواكب الغريبة التي تتحدى قوانين الطبيعة كما نعرفها. بين مليارات الكواكب التي تدور حول نجومها، توجد كواكب يُمكن وصفها بأنها تشبه الجحيم على الأرض، حيث درجات الحرارة تتجاوز حدود التحمل، والرياح تتسم بالقوة المدمرة، والضغط الجوي يفوق الوصف.

هذه الكواكب لا مكان فيها لأي شكل من أشكال الحياة، فهي أقصى حدود القسوة الكونية، وتمنح العلماء فرصة لدراسة كيف تتشكل الظروف المتطرفة في الكون بعيدًا عن كوكب الأرض.

كوكب WASP-76b: نهر الحديد المنصهر

يُعتبر WASP-76b أحد أكثر الكواكب غرابة في الكون:

تقع درجة حرارته على الجانب المواجه للنجم حوالي 2400 درجة مئوية، ما يكفي لصهر الحديد. الرياح العاتية تحمل قطرات الحديد المنصهر عبر الغلاف الجوي للكوكب. لا يمكن لأي شكل من أشكال الحياة الصمود على سطحه، إذ المكان أشبه بفرن معدني مفتوح. يُظهر هذا الكوكب كيف يمكن للظروف القاسية أن تخلق عالمًا من المعادن المنصهرة والرياح الشديدة، حيث لا ينجو أي كائن حي ولو للحظة واحدة.

كوكب HD 189733b: العواصف المميتة

يشتهر HD 189733b برياحه التي تصل سرعتها إلى 8700 كيلومتر في الساعة، وهو أسرع بكثير من أقوى الأعاصير على الأرض. الأمطار على هذا الكوكب عبارة عن زجاج مذاب يسقط بسرعة هائلة. الضغط الجوي والشدة الحرارية تجعلان من أي محاولة للبقاء هناك مستحيلة. يشبه هذا الكوكب تجربة دخول عاصفة جحيمية متفجرة، حيث كل ثانية تمثل تهديدًا قاتلًا لأي شكل من أشكال الحياة.

كوكب Kepler-70b: حرائق الجحيم النهارية

يُعتبر Kepler-70b كوكبًا قاسيًا بشكل لا يصدق:

يقترب من نجمه بدرجة تجعل سطحه محروقًا بشكل دائم. تصل الحرارة إلى ما يزيد عن 5000 درجة مئوية خلال النهار، وهي درجة كافية لتبخر الصخور. لا توجد أي فرصة للحياة، حتى الكائنات الدقيقة التي تتحمل الظروف القاسية على الأرض. هذا الكوكب مثال صارخ على الطبيعة المدمرة للأقمار والكواكب القريبة جدًا من نجومها.

كوكب TrES-2b: المظلم القاتم

يشتهر TrES-2b بكونه أظلم كوكب معروف في الكون:

يمتص أكثر من 99٪ من الضوء الذي يسقط عليه، ما يجعله يبدو أسود قاتم. درجات الحرارة تصل إلى 1000 درجة مئوية، والجو مليء بالغازات السامة. أي محاولة للتواجد على سطحه ستكون مستحيلة بسبب الظلام الشديد والحرارة العالية. يقدم هذا الكوكب درسًا في تنوع الكواكب وطرائق التشكل الفريدة التي يمكن أن تنتج بيئات قاتلة.

كوكب 55 Cancri e: جحيم من الصخور المذابة

يقع 55 Cancri e على مسافة قريبة جدًا من نجمه، ما يجعله:

حرارة سطحه تتجاوز 2000 درجة مئوية. الرياح تحمل صخورًا مذابة على شكل قطرات متطايرة. الغلاف الجوي مليء بالسموم، لا يمكن لأي كائن البقاء للحظة واحدة. يُظهر هذا الكوكب مدى تنوع العوالم الساخنة والفوضوية خارج المجموعة الشمسية، حيث لا وجود لأي شكل من أشكال الحياة.

لماذا تدرس العلماء هذه الكواكب؟

على الرغم من أن هذه الكواكب عديمة الحياة تمامًا، إلا أنها تمثل مختبرًا طبيعيًا لدراسة:

تأثير الحرارة الشديدة والضغط العالي على الغازات والمواد. ديناميكيات الغلاف الجوي القاسي والرياح العاتية. تطور الكواكب في مدارات قريبة من نجومها، وكيفية تشكل العوالم المتطرفة. تساعد هذه الدراسات على فهم حدود الحياة الممكنة وتوسيع تصورنا عن الكواكب الصالحة للسكن في مجرات بعيدة.