المصدر 7 - أفادت مصادر إعلامية أن مجلس الأمن الدولي قد أقر رسمياً مشروع القرار الأمريكي الذي يهدف إلى إنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة، في خطوة وصفها العديد من المراقبين بالدبلوماسية الدولية المكثفة والمتشابكة، حيث صوّت في مجلس الأمن لصالح المشروع 13 دولة من أعضاء المجلس بينما امتنعت كل من روسيا والصين عن التصويت، ما يعكس التوازن الدقيق في المواقف الدولية تجاه النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي والتحديات المرتبطة بتنفيذ أي خطة شاملة لإيقاف العنف وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

خطة شاملة لإنهاء الصراع

ينص مشروع القرار الأمريكي المعدل في مجلس الأمن على خطة متكاملة تهدف إلى وضع حد للأعمال العسكرية في غزة، مع التأكيد على ضرورة استئناف دخول المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق، وتوفير الدعم الكافي لإعادة الإعمار، إلى جانب تأسيس مجلس سلام دولي يضطلع بالإشراف على عمليات إعادة الإعمار بشكل مباشر لضمان الشفافية والفعالية، كما يجيز المشروع تشكيل قوة استقرار دولية مؤقتة تعمل على تجريد قطاع غزة من السلاح بشكل تدريجي، مع مراعاة حماية المدنيين وتقديم الدعم اللوجستي والأمني للحكومة الفلسطينية وللمنظمات الإنسانية العاملة في الميدان.

إصلاح السلطة الفلسطينية وإعادة بناء الدولة

يشير مشروع القرار كذلك إلى أن استكمال إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية وإعادة بناء البنية التحتية الحيوية في غزة يمكن أن يهيئ الظروف اللازمة لتقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقبلية، حيث يعتبر القرار خطوة محورية نحو تمكين الفلسطينيين من ممارسة حقوقهم السياسية والمدنية في إطار دولي واضح، مع وضع آليات متابعة دقيقة لضمان التزام جميع الأطراف بتنفيذ بنود المشروع، وبناء مؤسسات قادرة على إدارة شؤون المواطنين وتأمين الخدمات الأساسية بشكل فعال ومستدام.

التحديات والآفاق المستقبلية

ويعد اعتماد مشروع القرار الأمريكي في مجلس الأمن إشارة قوية إلى إرادة المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمة الإنسانية والسياسية في غزة، إلا أن التحديات أمام تنفيذه تبقى كبيرة، لا سيما في ظل التوترات الإقليمية والخلافات بين الدول الكبرى، الأمر الذي يضع مسؤولية كبيرة على مجلس السلام الدولي والقوى الدولية الفاعلة لضمان التنفيذ الفعلي لبنود القرار، والحيلولة دون استمرار النزاع الذي طال أمده، وتوفير بيئة مستقرة تسهم في إعادة بناء غزة وتقديم الأمل لملايين المدنيين الذين عانوا من آثار الحرب الطويلة والمعاناة الإنسانية المتفاقمة.