حرب ترامب التجارية دفعت كندا إلى التقارب مع الصين - المصدر 7

جديد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حرب ترامب التجارية دفعت كندا إلى التقارب مع الصين - المصدر 7, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 02:08 صباحاً

المصدر 7 - تدهورت العلاقات بين الصين وكندا عام 2018، عندما ألقت الشرطة الكندية القبض على المديرة التنفيذية الصينية للتكنولوجيا، منغ وانزو، في مدينة فانكوفر بتهم احتيال أميركية، وبعد أيام عدة احتجزت بكين رجلين كنديين، هما مايكل كوفريغ ومايكل سبافور، بتهم تجسس وصفتها كندا بأنها «مُلفقة»، وتم إطلاق سراح كوفريغ وسبافور بعد نحو ثلاث سنوات إثر إسقاط الولايات المتحدة طلب تسليم منغ.

وأدى هذا الصراع الدبلوماسي إلى توتر العلاقات، ونجم عنه انعدام عميق للثقة بين أوتاوا وبكين، لكن مع تصعيد الرئيس دونالد ترامب لحربه التجارية مع كندا، أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة، لجأت كندا إلى عدو قديم، لإيجاد أرضية مشتركة.

لكن الأمور بدأت تتغيّر، الشهر الماضي، عندما زارت زعيمة الدبلوماسية في كندا، أنيتا أناند، بكين للقاء نظيرها الصيني، وانغ ييي، وبعد ذلك التقى رئيس الحكومة الكندية، مارك كارني، الرئيس الصيني، شي جينبينغ، على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول منطقة المحيط الهادئ في كوريا الجنوبية، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعيما البلدين منذ ثماني سنوات.

وشكّل هذا الاجتماع، «نقطة تحول» لكندا والصين، حيث تعهدتا بتحسين العلاقات والتعاون التجاري، وفقاً لبيان كندي صدر عقب الاجتماع، والذي ذكر أيضاً أن كارني يعتزم زيارة بينغ في الصين، وتلت تلك المفاوضات زيارة وزارية أخرى للصين، إضافة إلى اتصالات هاتفية على مستويات عالية، وأعادت الصين إدراج كندا في قائمة السفر المعتمدة للمجموعات السياحية، في خطوة من المتوقع أن تُعزّز السياحة في الدولة الواقعة في أميركا الشمالية.

لكن في الوقت الذي أشار فيه قادة أوتاوا وبكين إلى أنه ربما حان الوقت لبدء الشروع في القيام بالتجارة مرة ثانية بين البلدين، يُحذّر بعض الخبراء من أن الصين يمكن أن تستغل كندا في هذه اللحظات الحرجة التي تعيشها.

وقال مايكل كوفريغ، الذي واصل عمله كبيراً للمستشارين في مجموعة الأزمة منذ إطلاقه من الاعتقال في الصين: «الصين تريد دق إسفين كبير بين كندا والولايات المتحدة»، وأضاف: «آخر ما تريده الصين هو عالم غربي موحد وقوي، من شأنه أن يؤدي إلى تحجيم الطموحات الصينية عالمياً».

ولدى كلا الجانبين حوافز اقتصادية تشجعه على المضي قدماً في علاقته مع الطرف الآخر، وفي العام الماضي فرضت كندا ضريبة بنسبة 100% على السيارات الكهربائية الصينية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، لحماية سوقها المحلية مما وصفته بالمنافسة غير العادلة من شركات صناعة السيارات الصينية المدعومة من الدولة.

وفي مارس الماضي، أعلنت الصين رسوماً جمركية انتقامية على المنتجات الزراعية والغذائية الكندية، بما في ذلك ضريبة بنسبة 100% على زيت الكانولا وعجينه، وفي أغسطس الماضي، أضافت الصين رسوماً جمركية بنسبة 75.8% على بذور الكانولا، ما أضر بالمزارعين الكنديين، وجرى فعلياً إغلاق ثاني أكبر سوق لهذا المحصول في كندا.

وقامت الولايات المتحدة بتصعيد حربها الاقتصادية على جارتها الشمالية بشكل متزايد، لكن المفاوضات التجارية بين ترامب وكارني كانت على وشك تحقيق بعض التقدم عندما أوقف ترامب المحادثات فجأة الشهر الماضي، بعد إعلان مثير للجدل ضد الرسوم الجمركية من قبل حكومة أونتاريو، المقاطعة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في كندا.

لكن مع بروز الولايات المتحدة باعتبارها أكبر تهديد اقتصادي لكندا، لم تعد هذه الأخيرة قادرة على تحمل حرب تجارية مع أكبر دولتين اقتصادياً في العالم، ويرى البعض أن ذلك جعل الصين خياراً أكثر جاذبية.

وصرّحت مديرة مختبر حوكمة الصين في كلية «مونك» للشؤون العالمية بجامعة «تورنتو»، لينيت أونغ، بأن موقف كندا تجاه الصين شهد «تحولاً جذرياً» في الأشهر الأخيرة.

وأضافت أونغ: «ما شهدناه حتى الآن هو تعبير عن نوايا مختلفة تجاه الصين، ونية لإعادة النظر في علاقتنا معها بشكل جذري، هذا تحول كبير تفرضه الضرورة».

ودعا رئيس وزراء أونتاريو، دوغ فورد، وأحد أشد منتقدي ترامب، كندا إلى تحسين علاقاتها مع الصين، خلال اجتماع لرؤساء حكومتيهما في يوليو.

ويبدو أن الرأي العام يتفق مع هذا الرأي، فقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الكنديين يميلون أكثر «46%» إلى اعتبار الولايات المتحدة تهديداً مقارنة بالصين «34%»، ومع ذلك لايزال معظم الكنديين ينظرون إلى الصين نظرة سلبية، وقال الأستاذ المستشار في جامعة «كارلتون» في العاصمة الكندية أوتاوا، فين هامبسون: «الاستراتيجية الواضحة هنا هي أنه عندما يتم استبعادك من سوق التصدير الرئيس وتُفرض عليك رسوم جمركية عقابية في بعض القطاعات الرئيسة، ستبحث عن شركاء آخرين».

ومع ذلك، تخاطر أوتاوا بعزل واشنطن أكثر إذا ما انحازت إلى بكين، كما قال هامبسون، مضيفاً: «تواجه القيادة هنا صعوبة بالغة».

وقالت لينيت أونغ إن «بينغ، الذي يواجه ضغوطاً لتعزيز صادرات الصين، قد تقارب مع الدول الغربية وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين بطريقة لم يفعلها خلال السنوات الثماني الماضية».

وأضافت: «بدا الرئيس الصيني أكثر استرخاء بكثير، إذ بإمكانه المزاح مع رئيس كوريا الجنوبية، لي جاي ميونغ، بشأن تكنولوجيا الباب الخلفي»، في إشارة إلى لحظة صريحة نادرة بين بينغ وميونغ في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، الشهر الماضي.

ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، اتخذت الصين «نهجاً أكثر تصالحاً ومرونة في سياستها الخارجية»، وفقاً لما قاله الأستاذ المساعد في جامعة هونغ كونغ، بريان وونغ.

وقال وونغ، إن «المسؤولين الصينيين يتبنون مواقف لا تنبع فقط من الرغبة في إظهار القوة، بل أيضاً من بناء حسن النية بين شركاء أو حلفاء الولايات المتحدة القدامى الذين قد يشعرون بالغربة بسبب تحركات واشنطن المتقلبة والشاذة، والمخادعة أحياناً، في الأشهر الأخيرة».

وأضاف وونغ، إن «بكين كانت تراقب التطورات بين أوتاوا وواشنطن عن كثب وأدركت أن العداء بين الشريكين الاقتصاديين القديمين قد يكون أكثر من مجرد خلاف سطحي».

وبينما يرى بعض الخبراء فرصاً لكندا لإعادة التواصل مع الصين، يحث آخرون على توخي الحذر.

وقالت لينيت أونغ، إنه قد يكون هناك سبيل لكندا لخدمة مصالحها من خلال العمل كـ«حل وسط» بين الولايات المتحدة والصين. وأضافت: «هناك أمور معينة تتمتع كندا بموقع جيد للقيام بها، بفضل موقعها الجغرافي».

وقال كوفريغ، إن «احتضان بينغ علناً لكارني سيبعث برسالة إلى البيروقراطية الصينية من أعلى إلى أسفل، مفادها أنه لا بأس من استئناف التعامل التجاري مع كندا»، مضيفاً أنه لم يعد من مصلحة الصين أن تكون كندا في «موقف صعب»، لكن كوفريغ قال إن أي تعاون سيكون مشروطاً.

وأضاف: «تحاول الصين ربط الوصول إلى كبار القادة والتعاون السياسي باحترام ما تسميه الصين مصالحها الجوهرية، بما في ذلك تايوان، الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي التي تدّعي بكين ملكيتها»، مضيفاً أن الصين ستسعى جاهدة إلى إسكات أي انتقاد من كندا بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان.

وقال فين هامبسون، إن «هذا ينبغي أن يكون رسالة إلى البيت الأبيض للتعامل بحذر ومراعاة الآثار الجيوسياسية طويلة المدى لسياسته التجارية»، وأضاف: «إذا توقفتم عن الاعتراف بعلاقاتكم الاقتصادية مع أقرب جيرانكم وشركائكم التجاريين، فلا تتفاجأوا إذا بدأ هؤلاء الجيران في التعامل التجاري وإبرام الصفقات مع خصمكم الجيوسياسي الرئيس».  عن «سي إن إن»

• الصين ستسعى جاهدة إلى إسكات أي انتقاد من كندا بشأن سجلها في مجال حقوق الإنسان.

• منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، اتخذت الصين نهجاً أكثر تصالحاً ومرونة في سياستها الخارجية.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : حرب ترامب التجارية دفعت كندا إلى التقارب مع الصين - المصدر 7, اليوم الاثنين 17 نوفمبر 2025 02:08 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق