نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الشارقة للكتاب" يكرم محمد سلماوي - المصدر 7, اليوم الأحد 16 نوفمبر 2025 07:34 مساءً

طارق عبد الحميد
طارق عبد الحميد
"شخصية العام الثقافية".. اختيار رائع صادف أهله تمامًا من جانب معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ (44) للأديب والصحفي الكبير محمد سلماوي، وذلك تقديرًا لمسيرته الأدبية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وإسهاماته المتميزة في الكتابة المسرحية والقصصية، والعمل الثقافي العربي.
وقد تُرجمت أعماله إلى اللغات: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والرومانية والهندية والأوردية، وعُرضت مسرحياته على مسارح فرنسا وإيطاليا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا، كما نالت رواياته اهتمام النقاد والقراء على حد سواء، لما تحمله من عمق إنساني ورؤية فكرية تعكس واقع الإنسان العربي وتحولاته الاجتماعية.
ويحمل سلماوي في سجله المهني حضورًا مميزًا في المشهد الثقافي المصري والعربي، فقد شغل منصب رئيس اتحاد كتاب مصر لأكثر من عشر سنوات، كما تولى منصب الأمين العام لـ "الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب" لنفس الفترة، كما لا ننسى اختيار الأديب العالمي نجيب محفوظ لسلماوي ممثلًا شخصيًا عنه في مراسم تسليم جائزة نوبل للآداب في استوكهولم عام 1988م.
ويحمل إبداع سلماوي العديد من الأعمال المضيئة، ففي المسرح له مسرحيات: فوت علينا بكرة، اللى بعده- القاتل خارج السجن- سالومي- اثنين تحت الأرض- الجنزير- رقصة سالومي الأخيرة. وفي الرواية له: أجنحة الفراشة (تنبأت باندلاع ثورة 25 يناير 2011م)- الخرز الملون- أوديب في الطائرة. وفي القصة القصيرة له: الرجل الذي عادت إليه ذاكرته- باب التوفيق- وفاء إدريس وقصص فلسطينية أخرى. كما كتب سلماوي سيرته الذاتية في كتابيّ: يوماً أو بعض يوم - العصف والريحان، فضلًا عن مجموعة من الترجمات. وقد نال سلماوي العديد من التكريمات والجوائز، ومنها: جائزة الدولة التقديرية وجائزة النيل في الآداب- وسام الفنون والآداب الفرنسي بدرجة فارس- وسام الاستحقاق الإيطالي، وغيرها.
أما على صعيد العمل الصحفي، فهو يُعد أحد التلاميذ المباشرين لأيقونة الصحافة المصرية والعربية الراحل الكبير محمد حسنين هيكل، والذي أقنع سلماوي بترك سلك التدريس الجامعي (قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب- جامعة القاهرة) لينضم إلى صحيفة "الأهرام" العريقة عام 1970م، حيث تواصلت رحلته الصحفية الثرية ليكون أحد مؤسسي ومدير تحرير صحيفة "الأهرام ويكلي" (باللغة الإنجليزية)، ورئيسًا لتحرير صحيفة "الأهرام إبدو" (باللغة الفرنسية)، إضافة إلى كونه أحد كبار كتّاب المقالات بـ "الأهرام"، فضلًا عن توليه منصب رئيس مجلس أمناء صحيفة "المصري اليوم"، وذلك بعد إخراجه من "الأهرام" عام 2012م على يد "الإخوان المسلمين" سنة توليهم حكم مصر، ثم رئيسًا لمجلس تحرير الصحيفة نفسها عام 2014م.
ولد سلماوي عام 1945م لأسرة ثرية (إقطاعية)، ولكنه كان متصالحًا مع ثورة 23 يوليو 1952م وزعيمها خالد الذكر جمال عبد الناصر، ويكمن السر في ذلك - كما حكى سلماوي نفسه- أن والده حين تم تأميم مصنعه جمعه هو وإخوته وقال لهم بوضوح وصدق إن ما يقوم به ناصر من تأميم ليس لصالحه أو لصالح أسرته، بل لصالح الشعب المصري.
ومن هنا، آمن سلماوي بأن عبد الناصر أنشأ مجتمعًا جديدًا من المبادئ والمثل مما حفز عقلية وفكر أي إنسان يشعر بالانتماء لوطنه الحبيب، فضلًا عن إيمانه بالقومية العربية والقضية الفلسطينية، علمًا بأن سلماوي عارض السادات ودفع ثمن ذلك رفتًا من "الأهرام"، وسجنًا في اعتقالات سبتمبر الشهيرة 1981م.















0 تعليق