وقفت فريوسفي أمام نحو 50 عازفاً من الذكور والإناث، وهي تمسك عصاها الموسيقية، مرتدية فستاناً داكناً طويلاً وتغطي شعرها بوشاح أسود لامع.

في سن الـ42 دونت فريوسفي اسمها في تاريخ بلادها بتوليها قيادة الأوركسترا الرئيسة في العاصمة الإيرانية، والتي تتخذ من مسرح "وحدت" المرموق مقراً رسمياً لها.

وشكلت الأمسية محطة أمل نادرة في بلاد لا تزال تفرض قيوداً صارمة على النساء، بما في ذلك في المجال الموسيقي.

وقالت فريوسفي بعد انتهاء العرض، "عندما صعدت إلى المسرح، شعرت أن كل الأنظار تتجه إليَّ، وأحسست بمسؤولية كبيرة".

وتؤكد بنبرة واثقة وفخورة، "إن قيادة فرقة موسيقية تتطلب جهداً ذهنياً لا يقل عن الجهد الجسدي".

وكانت شابات كثيرات يهتفن لبانيذ فريوسفي بحماسة في اللحظة غير المسبوقة لوقوفها على المسرح.

وكانت بانيذ فريوسفي التي نشأت في أسرة فنية وتلقت تشجيعاً من والدتها منذ الطفولة، تحلم بقيادة أوركسترا سيمفونية. وتقول "على الشابات المثابرة والسعي وراء أحلامهن".

وخلال الأمسية، عزفت فرقتها مقطوعات موسيقية متنوعة، من أعمال النمساوي فرانز شوبرت إلى أخرى للفنلندي جان سيبيليوس، مروراً بموسيقى السوفييتي آرام خاتشاتوريان.

وتقول: "آمل أن تمثل هذه اللحظة بداية مرحلة جديدة للشابات الإيرانيات، وأن يُدركن أنّ مواجهة المخاطر لا تعني الخوف. إنه المدخل الوحيد نحو التحرر".