نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أنهار من لون الدم.. حقيقة أم خدعة طبيعية؟ - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 06:03 مساءً
المصدر 7 - تثير الطبيعة أحياناً مشاهد تخطف الأنفاس، ومنها ظاهرة أنهار من لون الدم التي أثارت فضول العلماء والمراقبين على حد سواء. تتراوح الروايات بين تفسيرها كخدعة بصرية ناتجة عن عوامل طبيعية، وبين كونها نتيجة لتفاعلات كيميائية أو بيولوجية غريبة، ما جعل هذه الظاهرة من أكثر الأحداث الطبيعية غموضاً وإثارة للجدل.
أنهار الدم
لوحظت هذه الأنهار في مناطق متعددة حول العالم، أبرزها في الأرجنتين، وبعض الأنهار في أفغانستان والولايات المتحدة، حيث يتحول لون الماء فجأة إلى الأحمر الداكن، كما لو كان الدم يسيل بين الصخور والشجيرات. تتسم هذه الظاهرة بكونها مؤقتة، وغالباً ما تتراجع بعد ساعات أو أيام، ما جعل الباحثين يحاولون تحديد السبب الحقيقي وراءها.
اللون الأحمر: يرتبط غالباً بوجود طحالب حمراء أو كائنات دقيقة تفرز صبغات ملونة في الماء. هذه الكائنات غالباً ما تزدهر في ظروف من الحرارة المرتفعة والمياه الراكدة، ما يؤدي إلى تغير لون النهر بالكامل.
تأثير الرواسب: يساهم اختلاط الطين والمعادن في الماء، خصوصاً الحديد، في تعميق اللون الأحمر وإعطاء انطباع بأنه دم حقيقي.
التفسيرات العلمية
تفسر الدراسات العلمية هذه الظاهرة بعدة عوامل رئيسية:
الطحالب والميكروبات الحمراء: تعد الطحالب الحمراء أو بعض البكتيريا الملونة السبب الأكثر شيوعاً لتحول لون الماء. هذه الكائنات الدقيقة تحتوي على صبغات قوية تجعل الماء يبدو كأنه دم متدفق، خصوصاً عند تزايد أعدادها بشكل كبير في موسم محدد من السنة.
التفاعلات الكيميائية: قد تتفاعل بعض المعادن الموجودة في قاع النهر مع الأكسجين، مثل أكسيد الحديد، لتتسبب في تغيير لون الماء إلى الأحمر الداكن. وتزداد هذه الظاهرة في مواسم الأمطار عندما يرتفع معدل تدفق المعادن في الأنهار.
العوامل المناخية: تلعب درجات الحرارة المرتفعة والجفاف دوراً كبيراً في تركيز الصبغات الطبيعية أو الرواسب، ما يجعل الأنهار تظهر وكأنها جداول دماء متدفقة.
الأساطير والخرافات حول أنهار الدم
لطالما ارتبطت الأنهار الحمراء بالأساطير والخرافات، حيث اعتبرها القدماء علامة على غضب الآلهة أو نذر كارثة قادمة. في بعض المناطق، كانت تُنسب إلى تضحيات بشرية أو دماء المعارك، وهو تفسير غريب لم يكن له أي أساس علمي. هذه الأساطير ما زالت تثير الفضول الشعبي، لكنها غالباً ما تتناقض مع الحقائق العلمية الحديثة التي أثبتت أن السبب طبيعي بحت.
التأثير البيئي والصحي
تؤكد الدراسات أن معظم هذه الظواهر ليست ضارة مباشرة بالبشر، إلا أن بعض التفاعلات الكيميائية أو ازدهار الطحالب يمكن أن يؤثر على جودة المياه ويهدد الحياة المائية:
انخفاض الأكسجين: يؤدي تزايد الطحالب إلى استهلاك الأكسجين في الماء، ما يهدد الأسماك والكائنات المائية. تسمم محتمل: بعض الطحالب الحمراء قد تنتج سموم تؤثر على صحة الإنسان إذا استُخدم الماء للشرب أو الري. تغيرات مؤقتة: عادة ما تعود الأنهار إلى لونها الطبيعي بعد انتهاء الظروف البيئية المؤاتية، ما يشير إلى أن الظاهرة مؤقتة وليست كارثية دائمة.حالات مشهورة
شهدت عدة مناطق حول العالم تقارير مثيرة عن أنهار حمراء:
نهر بايان في الأرجنتين: تحول لونه إلى الأحمر عام 2018، ما أثار الرعب بين السكان المحليين. وقد أرجع العلماء السبب إلى طحالب حمراء موسمية. أنهار في أفغانستان: سجلت عدة مرات على مدى العقود الماضية، وكان السبب غالباً تفاعلات معادن ومياه راكدة. أحد الأنهار في ولاية كاليفورنيا الأمريكية: تغير لونه بعد فترة جفاف طويلة، نتيجة ازدهار الطحالب الحديدية في الماء.تثبت الدراسات أن أنهار من لون الدم ليست دماء حقيقية، بل هي نتيجة تفاعل عوامل طبيعية معقدة تشمل الطحالب، المعادن، والظروف المناخية. ومع ذلك، تظل هذه الظاهرة مثيرة للدهشة وتثير التساؤلات حول قدرة الطبيعة على خلق مشاهد تبدو خيالية، وكأنها خرجت من صفحات كتب الرعب والأساطير.
يمكن اعتبار هذه الأنهار درساً في قدرة الطبيعة على المفاجأة، ومثالاً على كيفية مزج الجمال بالغرابة، ليظل الإنسان دائم التساؤل والبحث عن تفسير لهذه الظواهر العجيبة التي لا تتكرر كثيراً، مؤكدة أن الخيال العلمي أحياناً يجد جذوره في الواقع.













0 تعليق