حين يرتفع الفضاء ويسقط نتنياهو: إسرائيل بين قوة الأقمار وضعف القيادة #عاجل - المصدر 7

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حين يرتفع الفضاء ويسقط نتنياهو: إسرائيل بين قوة الأقمار وضعف القيادة #عاجل - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 08:03 صباحاً

المصدر 7 - جو 24 :

كتب  زياد فرحان المجالي – بروكسل

في سماء تتلألأ فوق الشرق الأوسط، تواصل الأقمار الصناعية الإسرائيلية دورانها بثقة، تلتقط أدق التحركات وتقدّم معلومات تُوصف بأنها أحد أهم مصادر قوة الدولة، فيما يبدو الرجل الذي أراد أن يقدّم نفسه "ملك الأمن” محاصرًا في مكتبه، عاجزًا عن إدارة أزمة داخلية تتعاظم يوماً بعد يوم. هذه الصورة وحدها تختصر المفارقة: دولةٌ تمتلك قدرة فضائية متقدمة تصعد إلى أعلى، ورئيس وزراء يسقط سياسيًا إلى أسفل. لقد أصبحت السماء أقوى من القيادة الأرضية.

قوة الفضاء الإسرائيلي تتأسس على ثلاث ركائز رئيسية:

• أقمار "أوفيك” التي تطورت منذ 1988 حتى أصبحت قادرة على التصوير الليلي، ورصد المنشآت العسكرية والنووية، وتوفير معلومات دقيقة للجيش.

• قدرات SIGINT التي تمنح إسرائيل قدرة واسعة على اعتراض الاتصالات وتحليل الإشارات البحرية والجوية ورصد نشاط دول بعيدة.

• الشراكة الفضائية مع الولايات المتحدة، التي توفر دعماً تقنياً ومعلوماتياً يجعل تل أبيب قوة إقليمية يصعب تجاهلها في مجال الفضاء والاستخبارات.

ورغم هذا التفوق، تواجه إسرائيل موجة رفض دولية لخططها وقراراتها، وبالأخص تلك الصادرة عن نتنياهو، وهو ما يكشف فجوة كبيرة بين القوة التقنية وبين الفشل السياسي.

أسباب هذا الرفض تتلخص في أربع نقاط مترابطة:

• تآكل الشرعية الدولية نتيجة صور غزة والتقارير الأممية والشهادات الميدانية التي جعلت العالم يرى أن إسرائيل لم تعد قادرة على تبرير أفعالها تحت شعار "الدفاع عن النفس”.

• قيادة منقسمة وضعيفة؛ فنتنياهو يخوض محاكمة، ويواجه لجنة تحقيق في 7 تشرين، ويتصادم مع الجيش والقضاء، ويخسر ثقة البيت الأبيض تدريجيًا، مما يجعل العالم يفضّل التعامل مع إسرائيل ككيان مؤسسي، لا مع نتنياهو كرجل قرار.

• فقدان الرؤية السياسية؛ إذ لا تمتلك إسرائيل خطة واضحة لغزة، ولا تصورًا لأي تسوية مستقبلية، ولا انسجامًا مع الدول العربية الأساسية، ما يجعل قوتها التكنولوجية بلا حامل سياسي.

• انكشاف الرواية العسكرية أمام الحقائق؛ فالحرب طالت، والإنجازات غابت، والجيش يتعرض لضغط غير مسبوق، والداخل الإسرائيلي يعيش انهيارًا اقتصاديًا ونفسيًا، ما جعل العالم يرى النتائج لا الخطاب.

وبين قوة الفضاء وضعف الأرض، تتضح المفارقة القاسية: إسرائيل تتقدم علميًا، بينما نتنياهو يتراجع سياسيًا.

مظاهر هذا التراجع تُرى بوضوح من خلال:

• ضربات القضاء المتلاحقة، وآخرها إعادة فتح ملف الغواصات الذي يطوّق رئيس الوزراء بفساد لا يمكن طمسه.

• ابتعاد الجيش عنه، إذ باتت القيادة العسكرية ترفض مقترحاته، خصوصاً تلك المتعلقة بإدارة الحرب في غزة.

• انفجار المجتمع الإسرائيلي، واحتجاجات الأسرى، وانقسام سياسي عميق لم تشهده البلاد منذ سنوات.

• حصار دولي صامت؛ فواشنطن وأوروبا لا تريدان سقوط إسرائيل، بل سقوط نتنياهو تحديدًا.

من هنا يظهر السؤال المركزي: لماذا لا تغيّر قوة الفضاء نتائج الحرب والسياسة؟

الجواب بسيط لكنه مرّ: التكنولوجيا لا تعوّض فشل القيادة، والأقمار الصناعية لا تستطيع ترميم الشرخ الداخلي، أو خلق ثقة دولية، أو إخفاء فساد متجذّر، أو إدارة حرب بلا أهداف واقعية.

وهو السبب في أن إسرائيل تهتز على الأرض أكثر من اهتزاز صواريخها وأقمارها في السماء.

لقد امتلكت الدولة منظومة فضائية متطورة، لكنها وقعت في فخ قيادة عاجزة.

إسرائيل اليوم تجمع بين قوتين متناقضتين:

• قوة علمية وتقنية واستخباراتية تدفعها إلى الأمام.

• وضع سياسي وقضائي واقتصادي يجرّها إلى الخلف.

وعلى رأس هذا الوضع يقف نتنياهو كشخصية أصبحت مصدرًا للتوتر أكثر من كونها صانعة أمن.

وهكذا تصبح المعادلة واضحة: الفضاء يجعل إسرائيل أقوى، ونتنياهو يجعلها أضعف.

فالدولة تمتلك أقمارًا دقيقة، ومؤسسات علمية متقدمة، ودعمًا أميركيًا في المجال الفضائي، لكن لديها أيضًا رئيس وزراء غارق في المحاكم والقضايا والانقسامات. وبينما تصعد الأقمار في السماء، تهبط الثقة في القيادة حتى القاع.

المستقبل الإسرائيلي لن تصنعه الأقمار الصناعية وحدها، بل القيادة التي تستطيع استخدام المعرفة العلمية لبناء سياسة، لا لتبرير الفشل.

لكن المضحك المبكي أن أول من كشَف هذه المفارقة لم يكن صحفياً أو سياسياً أو معارضاً… بل الفضاء نفسه الذي يراقب من الأعلى انهيار أحد أكثر زعماء إسرائيل تمسكًا بالسلطة.

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : حين يرتفع الفضاء ويسقط نتنياهو: إسرائيل بين قوة الأقمار وضعف القيادة #عاجل - المصدر 7, اليوم السبت 15 نوفمبر 2025 08:03 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق