قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى في مقال له بصحيفة واشنطن بوست إن حجم الدمار والقتلى المدنيين في قطاع غزة غير مسبوق، وإن تعافيه سيتطلب جهدا هائلا على المستوى الدولي .
وقال “قبل خمسة أسابيع مرت 300 يوم من الحرب على غزة. إن مثل هذه المستويات من القتل الجماعي والدمار والتشريد القسري والتجويع لشعبنا غير مسبوقة في التاريخ الحديث”. وأضاف “إن الدمار غير المسبوق في غزة لا يتطلب دعماً عالمياً جدياً فحسب، بل يتطلب أيضاً التزاماً جماعياً بإعادة الإعمار والتعافي. ونحن ندعو جيراننا العرب وجميع الدول الشريكة إلى الوقوف معنا في هذا الجهد الضخم”.
وقد حدد رئيس الوزراء المبادئ التوجيهية لحكومته فيما يتعلق بعملية السلام وجهود إعادة الإعمار بعد الصراع. وكتب: “بينما نسعى بثبات إلى إنهاء الاحتلال العسكري الإسرائيلي وتحقيق حقنا في تقرير المصير، فإن هذه المبادئ ستوجه إعادة بناء غزة وحوكمتها، ومعالجة الأزمة الإنسانية غير المسبوقة وإرساء الأساس للسلام والاستقرار الدائمين”.
وقال مصطفى “مع وقف إطلاق النار الدائم، تصبح الحكومة الفلسطينية مستعدة لاستئناف مسؤوليتها عن قطاع غزة، وقيادة الجهود الرامية إلى دمج الحكم بشكل كامل في القطاع والضفة الغربية”. وأضاف “هذا التكامل ضروري ليس فقط للإغاثة الفعالة والتعافي وإعادة الإعمار في غزة، ولكن أيضًا كخطوة نحو الهدف الأوسع المتمثل في تحقيق اتفاق سياسي دائم يتماشى مع القانون الدولي وحل الدولتين”.
وفي رأيه فإن “جهود الإغاثة الفورية والإنعاش المبكر، تحت قيادة وتنسيق استراتيجي من جانب الحكومة الفلسطينية، سوف تحتاج إلى الدعم من جانب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وغيرها من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، والجهات المانحة والشركاء الدوليين”. فضلاً عن ذلك، “سوف يتم إنشاء وكالة مستقلة لقيادة وتنسيق وإدارة كافة جهود إعادة الإعمار والإنعاش على المدى الطويل في غزة”. كما أن استعادة الأمن وسيادة القانون في غزة سوف تتطلب “إعادة هيكلة قوات الشرطة”.
وأضاف رئيس الوزراء أن “خطتنا تؤكد على الحاجة الحيوية لدمج وتوحيد المؤسسات والخدمة المدنية في مختلف أنحاء الضفة الغربية وغزة”.
اندلعت التوترات مرة أخرى في الشرق الأوسط في 7 أكتوبر 2023، عندما شن مسلحون من حركة حماس الفلسطينية المتطرفة ومقرها قطاع غزة هجومًا مفاجئًا على الأراضي الإسرائيلية من غزة، مما أسفر عن مقتل سكان المستوطنات الحدودية الإسرائيلية واحتجاز أكثر من 240 رهينة، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن. ووصفت حماس هجومها بأنه رد على الإجراءات العدوانية التي اتخذتها السلطات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى في الحرم القدسي في البلدة القديمة بالقدس. وردًا على ذلك، أعلنت إسرائيل حصارًا كاملاً لقطاع غزة، موطن 2.3 مليون فلسطيني قبل الأزمة، وشنت غارات جوية على غزة وكذلك بعض أجزاء من لبنان وسوريا. كما وردت أنباء عن اشتباكات في الضفة الغربية.
وبحسب أحدث البيانات التي نشرتها وزارة الصحة في قطاع غزة، قُتل ما لا يقل عن 40602 شخصًا وجُرح 93855 آخرين في قطاع غزة منذ تصاعد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني العام الماضي.